“١٨٧٦-١٩٠٩ هي المرحلة التي بدأت فيها طلائع الصهاينة بالهجرة إلى فلسطين وبداية تأسيس المستعمرات بشكل منظّم” [١] وقد “رد السلطان عبد الحميد الأوليّ على هرتزل بالمقولة الشهيرة له: لا استطيع أن أبيع ولو قدمًا في البلاد لأنها ليست لي … تاريخ هذه المقولة ١٩ حزيران/يونيو ١٨٩٦ ولكن بعد أيام معدودة منها في ٢٦ يونيو وافق على مقابلة هرتزل آجلًا أم عاجلًا [٢]

قدّم وفد من وجهاء القدس الاحتجاج ضد والي القدس ١٨٩٠ مطالبين بتحريم الهجرة اليهودية ومنع تمليكهم الأراضي، وجرى رفع عريضة [من أهالي القدس] إلى السلطان تحكي تفاصيل تواطؤ بعض المسؤلين في فلسطين في بيع أراض بين حيفا ويافا للمستوطنين اليهود[٣]

قابل هرتزل السلطان عبد الحميد الثاني في ١٨ أيار/مايو ١٩٠١ حيث تلخص الحديث بينهما عن ديون الدولة العثمانية العامة مقابل تصريح من السلطان لهجرة اليهود، كان الجواب للسلطان على شكل نصيحة: ادخلوا هذه البلاد كرجال مال، وكونوا أصدقاء، بعد ذلك يمكن لكم أن تفعلوا ما تشاؤون [٤]

إن “المبدأ الحازم لا يقبل التفاوض لمدة ست سنوات، ولا يقبل كل هذه التنازلات التي أتيحت للصهاينة سواء في الهجرة أو الاستيطان أو النشاط الاقتصادي” [٥] وكانت فرمانات السطان تتناقض “ما معنى أن تطبق قيود الدخول على اليهود الذين يأتون فلسطين في جماعات، أما الذين يصلون مع عائلاتهم فلهم مطلق الحرية؟! [٦]

كانت الاغراءات المالية التي قدمها الصهاينة سببًا لحمل السلطان عبد الحميد على إصدار فرمانات جزئية فأذن بشراء أقسام معينة من فلسطين وبالاعتماد على فرمان تملك الأجانب ١٨٦٩ أجيزت الملكية لمن يريد سواء كانوا أفرادًا أم مؤسسات، وهكذا تمكنت الجمعيات الصهيونية من شراء الأراضي[٧].

—————————- [١] دور السلطان عبد الحميد الثاني في تسهيل السيطرة الصهيونية على فلسطين (١٨٧٦-١٩٠٩)، فدوى نصيرات، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى: ٢٠١٤، ص١١. [٢]المصدر نفسه، ص٢٥. [٣] المصدر نفسه، ص٢٨. [٤] انظر: المصدر نفسه، ص٢٦. [٥] المصدر نفسه، ص٢٨. [٦] المصدر نفسه، ص٣٢. [٧] المصدر نفسه، ص٣٣.