رد محمد شعبان صوان على فدوى نصيرات، بخصوص السلطان عبد الحميد وسياسته تجاه الصهيونية، وبعيدًا عن المزايدات الإيدلوجية، هذا شيء مما ذكره:

“الدولة العثمانية كانت تعيش حالة الاحتضار… ومن الطبيعي في هذا الوضع أن يكون موقفها ضعيفًا أمام الغرب” [١]

“إذا كان الكتاب يدين السلطان لتردده مع اليهود على أمل الحصول على أموالهم رغم أن ما سلم به وفقًا لقول الدكتورة نفسها كان فقط جزءًا من طموحات الصهاينة وبشكل غير مباشر” [٢]

“توجه هرتزل في سنة ١٩٠١ لمقابلة السلطان عبد الحميد الذي منحه وسامًا لإثارة غيرة الدائنين الفرنسيين والحصول على مكاسب للدولة العثمانية منهم فظن هرتزل أن مهمته أنجزت، ولهذا صدرت عنه تصريحات صحفية متفائلة اتخذتها الدكتورة مطعنًا في السلطان رغم أنها لم تكن مثمرة” [٣]

“هناك كلام كثير يقال في المفاوضات لغايات غير تطبيقية، وهذا هو بالضبط ما فعله عزت باشا في هذه المقابلة مع هرتزل فبراير ١٩٩٢” [٤] وعاب شعبان على نصيرات “تصيد الأخطاء وتضخيم الحوادث” [٥] مثل أن “السلطان لم يطرد هرتزل أثناء زيارته لفلسطين… وأخرى لأنه سفّره على نفقته، أو استقبله بتكريم أو فاوضه أو قابله دون إعطاء الحدث وزنه كما بدا في وقته حين كان هرتزل مجرد صحفي” [٦] !!

هل يفاوض رئيس دولة رجلًا في موضوع سداد ديون الدولة مقابل أرض تحت حكمه لتمنح إلى مجموعة قومية ويكون من يقابله مجرد صحفي؟!!!

ورد على تعليقها على: “تصريح السلطان بكون اليهود عاشوا بأمان في الدولة العثمانية [بأنه] شكّل أكبر عامل جذب لليهود الى فلسطين [بقوله] هذا الكلام قيل لتذكيرهم بجميل الدولة عليهم، وعدم قبولها بمزيد من المطالب السياسية” [٧]

وعن تراجع بعض السياسات تجاه الهجرة “التراجع عن الإجراءات المشددة لم يؤد إلى ترخيص كما يوحي الكتاب بل إلى تخفيف التشديد بعض الشيء مع استمرار سياسة المنع” [٨] ويختلف مع الكاتبة في الأرقام الحقيقية في زيادة المهاجرين اليهود في عهد السلطان حيث ذكرت أنه ارتفع في عهده من ٥ آلاف إلى ٨٠ ألفًا، فخالفها قائلًا بل ٢٤ ألفًا إلى ٨٠ ألفًا ولم ينس التنويه أن عددًا من المؤرخين اعتبروا أنه “ما زال رقمًا صغيرًا”! [٩].


[١] السلطان والتاريخ، محمد شعبان صوان، ابن النديم للنشر، دار الروافد، الطبعة الأولى: ٢٠١٦، ص٦٥٢. [٢] المصدر نفسه، ص٦٥٦. [٣] المصدر نفسه، ص٦٥٩. [٤] المصدر نفسه، ص٦٦٤. [٥] المصدر نفسه، ص٦٦٤. [٦] المصدر نفسه، ص٦٦٤. [٧] المصدر نفسه، ص٦٦٥. [٨] المصدر نفسه، ص٦٦٦. [٩] المصدر نفسه، ص٦٨٧.