التسميات الأدبية القاتلة، حين تغزوا حفلة شواء عادية
العديد من الإسلاميين لتعاطيهم جرعات زائدة من أدب السجون، وإعطائهم العديد من الوقائع الصغيرة جملًا بلاغية هدّارة، حمّلوا أنفسهم وغيرهم من البلاء ما لا يطاق، على سبيل المثال يطلق البشر العاديون على التخييم في جبل مع حفلة شواء، والتحلق للمسامرة والإنشاد، جلسة سمر، رحلة ترفيه، إلا ذاك الصنف!
تبدأ الحكاية دومًا بتسمية الأشياء بغير اسمها، يصبح اسم رحلة التخييم بـ (معسكر)! يكون فيه مجموعة من البالغين والصغار، إنها حفلة عادية، لا، سيسمّون الصغار (أشبالًا)، والكبار (أسودًا) الناس تتنادى فيما بينها بالأسماء العادية، لا يعقل هذا هنا، لابد من الألقاب، ولابد أن يعيّنوا (أميرًا) للرحلة، وتكون كنيته من النوع الذي يستحضر روح معارك اليرموك والقادسية، كنموذج مبتذل: (أبو القعقاع)، يجلسون يمارسون كل ما يفعله غيرهم في رحلة النقاهة، حفلة شواء على سبيل المثال، لابد أن يعيّنوا (خادم الجماعة)، و(سائق الدعوة)!
الناس العاديون قد يتكلمون في الشأن السياسي، لكن هنا لابد من تسمية فخمة (حلقة الإعداد الفكري)، هم أصدقاء مثل غيرهم لكن لابد أن يطلقوا على صداقة كل خمسة منهم اسم (أسرة)! وحلقات الإنشاد (جلسة الحماسة) حديثهم عن بعض ما سمعوه من أسماء كتب (جند الله ثقافة)! وهكذا، أول ما يعودون إلى بيوتهم، كل منهم يمسك سرّه، ويبدأ التهامس، وتبدأ الثرثرة، وتصبح وكالات الأنباء العالمية عندها أخبار عن تجمّع يريد قلب الدولة!
وفجأة يجد واحد منهم نفسه مغمض العينين، يُسأل عما كان يحصل، سيتحدث عن أميره، ورحلته في الإعداد، عن المعسكر، وجلسات الحماسة، والاستعداد لليوم الموعود، الذي يكون غالبًا بعد عشرين سنة، من السجن بعد أن يدون ما سبق على أوراق الإفادة، وتقدّم إلى المحاكم.
إنه الإفراط في اللغة الأدبية! لقد كان اسمها حفلة شواء!