الديمقراطية لما تخفق…

مع تردد أطنان الخطابات الليبرالية، عن الرأي والرأي الآخر، عن ضرورة استماع المخالف، وأن كل إنسان له رأي، ويجب أن نتقبلك كما أنت، ومهما اختلفنا مع صوتك لكنه يبقى محسوبًا لمجرد أن رجلًا وامرأة قررا الإنجاب وهما يمتلكان الصفة القانونية التي تجعلهما يمنحا مولودهما صفة مواطن، الذي صار صاحب حق التصويت، والرأي.

لا أطرح الإشكال السياسي هنا، مع أنه لا فرق كبير بين أن يحكم ذكي مجموعة أغبياء قهرًا، وبين أن يقنع ذكي مجموعة أغبياء بأنه حاكمهم، بل القضية هنا في العلم، المعرفة، الفكر!

لا ديمقراطية في العلوم والمعارف صديقي، حتى سماع صوتك يستنزف وقتًا، لا أحد سيضيع وقته في هراء، ثم لنتفق جميعًا إن الغباء له قدرة هائلة على إنقاص الأوكسجين من رئتي أي عاقل، الوقت الذي يستنزفه عدد هائل في التعبير عن آراء فارغة كان يمكن أن تنشئ أهرامات معرفية لو استغلوها بالاستفادة، ولما يقرأ بالموضوع ويبحث يمكنه أن يتكلم، ليس له حق التعبيرات لمجرد أنه مواطن دون أي جهد منه.