كتاب (المعارضات العقلية) مليء بالسرقات!

حتى لا يقال هو سرق فحسب في المقدمة، والفصل الأول، لو ذهبنا إلى نصف المجلد الأول، ماذا نجد؟ قال في نقده [زكريا أوزون]:

“تدليسه في نسبة الأقوال إلى غير قائليها، إمعانًا منه في التدليس وتزوير التاريخ، من ذلك نسبته إلى الأديب الرافعي في كتابه (تاريخ آداب العربية) القول: بأن “أبا هريرة رضي الله عنه كان أول راوية يتهم في الإسلام”! من غير أن يذكر (أوزون) موضع هذا النقل من كتاب الرافعي، وحين تبينت ذلك في كتاب الرافعي، وجدته خاليًا من هذا السقط من الكلام، بل على خلاف ذلك وجدته مفعمًا بدفاع الرافعي عن أبي هريرة رضي الله عنه وتبجيله إياه، غاية ما فيه ذكره لبعض أفراد من الصحابة أنكروا إكثار أبي هريرة من الرواية” [1].

السرقة ما الذي فضحها؟ الغلط في اسم كتاب الرافعي (تاريخ آداب العربية) لأن زكريا أوزون في كتابه أحال إلى الاسم الصحيح: (تاريخ آداب العرب) [2]، فمن ذا الذي نقد أوزون وأخطأ في اسم الكتاب؟ إنه حاكم المطيري في كتابه (جناية أوزون) بسياق أصلي سرقه المؤلف، قال المطيري:

“أوزون… عزا في الهامش رقم 9 من كتابه إلى [تاريخ آداب العربية]، للرافعي القول بأن أبا هريرة (كان أول راوية اتهم في الإسلام)! ولم أطمئن لعزوه حيث لم يذكر أوزون رقم الصفحة في كتاب الرافعي… فلما بحثت في الفهرس فإذا الرافعي وهو يتحدث عن فن الرواية وتاريخها يذكر كثرة رواية أبي هريرة وإنكار بعض الصحابة عليه، ثم يدافع عن أبي هريرة” [3].

المطيري أصاب في دفاعه عن الرافعي، فبحق أنه بعد أن قال هذه الكلمة “وهو أول راوية اتهم في الإسلام” [4]، دافع الرافعي عن أبي هريرة في الكتاب وقال بأنه حفظ ما لم يحفظوا، لكن المطيري لم ينف أن هذه الكلمة موجودة في الكتاب، ففهم المؤلف! أن هذه الكلمة غير موجودة في الكتاب فقال: “وحين تبينت ذلك في كتاب الرافعي، وجدته خاليًا من هذا السقط من الكلام” إنه أخطأ في فهم كلام المطيري، فالمطيري لم ينف أن الرجل قالها! ولكن المؤلف حاول أن يصوّر أنه قام بالبحث بنفسه في الكتاب الذي لم يذكر اسمه الصحيح تبعًا لخطأ إملائي في كتاب المطيري، وزعم أنه لم يجد الكلمة تلك، إنها سرقة تامة.


[1] المعارضات الفكرية المعاصرة لأحاديث الصحيحين، محمد بن فريد زريوح، تكوين للدراسات والأبحاث، الدمام-المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى: 1441هـ-2020م، ج1، ص332، 333. [2] جناية البخاري، زكريا أوزون، الطبعة الأولى: 2004م، ص29. [3] جناية أوزون، حاكم المطيري، 2010م، ص69. [4] تاريخ آداب العرب، مصطفى صادق الرافعي، راجعه وضبطه: عبد الله المنشاوي، مهدي البحقيري، مكتبة الإيمان، المنصورة، ج1، ص235.