كتب محمد بن فريد زريوح في نقده لزكريا أوزون:
“تدليسه في نسبة الأقوال إلى غير قائليها، إمعانًا منه في التدليس وتزوير التاريخ، من ذلك نسبته إلى الأديب الرافعي في كتابه (تاريخ آداب العربية) القول: بأن “أبا هريرة رضي الله عنه كان أول راوية يتهم في الإسلام”! من غير أن يذكر (أوزون) موضع هذا النقل من كتاب الرافعي.
وحين تبينت ذلك في كتاب الرافعي، وجدته خاليًا من هذا السقط من الكلام، بل على خلاف ذلك وجدته مفعمًا بدفاع الرافعي عن أبي هريرة رضي الله عنه وتبجيله إياه، غاية ما فيه ذكره لبعض أفراد من الصحابة أنكروا إكثار أبي هريرة من الرواية، وأصل داء (أوزون) في هذا النقل الكاذب مستل من كتاب (صالح أبو بكر) فهو الذي نسب إلى الرافعي هذه الفرية، استتبعه غلط (حمُّود التويجري) في ردّه على صالح حين انساق وراء كذبته هذه في الافتراء على الرافعي، فوقع هو بدوره في هذا الأديب! وتعجّل في نعته بأنه: (من شرار العصريين ممن أعمى الله قلوبهم)، وآفة الحماس العجلة”[1] ………………….
على أن كتاب الرافعي: (تاريخ آداب العرب) لا [العربية]، وحمّود التويجري صوابه: حمُود بتخفيف الميم لا تشديدها، والنقل الذي نفاه المؤلف موجود في كتاب الرافعي، الذي كتب:
“أكثر الصحابة رواية أبو هريرة، وقد صحب ثلاث سنين وعمّر بعده صلى الله عليه وسلم، نحوًا من خمسين سنة-توفي سنة 59-ولهذا كان عمر وعثمان وعليّ وعائشة ينكرون عليه ويتهمونه، وهو أول راوية اتهم في الإسلام، وكانت عائشة أشدهم عليه إنكارًا” [2].
[1] المعارضات الفكرية المعاصرة لأحاديث الصحيحين، محمد بن فريد زريوح، تكوين للدراسات والأبحاث، الدمام-المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى: 1441هـ-2020م، ج1، ص332، 333. [2] تاريخ آداب العرب، مصطفى صادق الرافعي، راجعه وضبطه: عبد الله المنشاوي، مهدي البحقيري، مكتبة الإيمان، المنصورة، ج1، ص235.