١-مذهب ابن تيمية نفي الكلي خارج الذهن فلا شيء في الخارج مشترك بين الأشياء بمعنى أن هذا هو هذا، السماء هي الأرض، الله هو المخلوق، هذا هو نفي الاشتراك هنا، فليس الله هو المخلوق، ولا كل فرد هو غيره هذا ما ينفيه هنا ابن تيمية.
٢-كل معين له صفاته القائمة به، لا يعني هذا أنه لا يشبه غيره بوجه من الوجوه [هذا غير المسألة الأولى]، بل ينص ابن تيمية على أن: “ثبوت ذات لا تشبه الموجودات بوجه من الوجوه ممتنع في العقل” وهذا الذي ينتزع منه العقل مفاهيمه الكلية الموجودة في الذهن [المشترك المعنوي]، وإلا لم يشملها لفظ الوجود.
فمن يخلط بين المقامين عليه السكوت، لا أن يفتي بغير علم، فمن يقع بمثل هذه السقطات لا يُحاور، إنما يكشف زيفه لمعرفة أن أقوامًا لا تصل قامتهم المعرفية إلى طرف كعب ابن تيمية تراهم يتحذلقون بالرد عليه وبيان الفرق بين مذهبهم-على فرض أنهم فهموه أيضًا-ومذهبه، لذا لن أتتبع باقي كلامه ففيما سبق كفاية لبيان حاله، فمن يخطئ في أوائل الحروف الأبجدية لا حاجة لامتحانه في آخرها.
المهم بعد طول حشو لا طائل من ورائه، وتشريق وتغريب على وزن ما سبق قال: “سمرين الناقم على المثاليين التجريديين، والمعجب بماركس ولينين”، ولطمية “العياذ بالله من التجسيم” يقال له: لم تدلل على كلامك بشيء، وما تقوم به محض صراخ لا حجة فيه ولا خطابة، مالك وللحكاية أصلًا، حتى المثالي التجريدي أنت لا تحسب عليه! حتى تحسب أنك في خندقه، هل رأيت مثاليًا يحترم نفسه يقول عن شيء هو لا جسم له ولا حد وليس من المحسوسات ثم يقول لكن الرؤية تجري عليه! هل رأيت مثاليًا يقول هناك شيء لا صوت له، ولا حرف، ومع ذلك سمعه أحد البشر! بخرق العادات، إنها تركة بائسة لا مثالية ذكية.
مذهب لفق الاعتزال مع شيء مما اقتات عليه من مذهب أهل الحديث، فلما يقابل معتزليًا يصرخ في وجهه: الرؤية نفيتموها، ولما يقابل أحد أهل الحديث يقول له: الجهة أثبتموها! يقول: لا تأثير لشيء إلا الله، فما أن يمسه المعتزلة بشيء من الضر يبدأ بالاستنجاد (شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من محنة) للقشيري، هلا شكيتهم لله وحده فهو المؤثر الوحيد! حتى المعتزلة عندكم إرادتهم لم تؤثر في فعلهم، بل الله هو المؤثر من ولمن تشكون؟! ثم بعد شكايات المذهب يصير الواحد منهم يتبجح: حشوية، مجسمة! فما لكم وللمثالية والمادية ونحوها، ابقوا في شكايتكم، وفي رؤيتكم بلا عين مفتوحة، وسماعكم لما هو ليس صوتًا.
مودتي