هذا اسمه: (أي كلام) عند الأخ الأشعرية أثبتوا الصفات لكن ليس باعتبار حقيقتها بل باعتبار لوازمها، لو قلت لك ما لوازم [الانهيفار] ستقول لي ما هو هذا الانهيفار [وهي كلمة خرجت للتو]؟ حتى أعرف لوازمه أو موانعه، آثاره أو أي شيء آخر، لما لا تعرف المعنى يكون عليك أن تصمت، لا أن تفتي باللوازم وغيرها، وضحت؟

نرجع لما سبق أن قلت لنستصحبه دومًا، وهو قوله: “هل يمكن أن يشترك شيئين [شيئان] اشتراكًا معنويًا ذهنيا، ويكون بينهما في الخارج تباينٌ مطلقٌ من كل وجه؟ الجواب: لا؛ لأنه لا يمكن الحكم بكون شيئين قد اشتركا في معنى، إلا إذا كان بينهما اشتراك في الطبيعة والخارج”. ونسأله هل الله موجود؟ لو لم يكن مشتركًا اشتراكًا معنويًا مع غيره، دون تباين في الخارج من كل وجه، بل عليه أن يشترك بنظر الكاتب مع غيره في الطبيعة والخارج، حتى يقول عنه موجود، ويشمله بقوله: (الوجود) وإلا فيقول لا ليس موجودًا، فإن كان موجودًا وهو لا يمكنه أن يقول هذا إلا باشتراك في الطبيعة والخارج، أليس هذا هو عين قوله: “وقوع الاشتراك في الماهية المؤدي للتشبيه” نعم هو عينه، فهو بين 3 خيارات:

1-هو موجود وحكم بهذا لوجود ما ينطبق عليه مع غيره بهذا وهو بنظره تشبيه 2-غير موجود. 3- لا أدري وهو تفويض لمعنى الوجود، أو فهم لمعناه لكنه لا يعرف تحققه فيه أو لا.

لكنه استدرك فقال: “الوجودٌ عرضٌ عامٌ، والأعراض لوازم خارجةٌ عن الماهية، وليس ذاتيات لها؛ فالاشتراك في الوجود.. جارٍ على تقريرنا من أننا فهمنا الصفات باعتبار الاشتراك بين اللوازم الخارجة عن الماهية، ولو تأمل المعترض قليلًا.. لعلم أن الأشاعرة لم يقولوا بوقوع الاشتراك المعنوي بين صفات الخالق والمخلوق إلا في الوجود فقط”.

بهذه الطريقة حاول أن يماحك في الموضوع، فيقال له: إن كان يمتنع أي اشتراك في ماهيته معنويًا، امتنع عليك تسميتها بالماهية، كون الماهية تنطبق عليها مع غيرها، وهكذا يبقى السؤال عن هذا الاشتراك! واللطيف أنه يقول الأشعرية لم تقل بالاشتراك المعنوي إلا في الوجود فقط، هذا مثل من يقول: أنا لم أشبه إلا في مسألة واحدة، لكنها أم المسائل جميعًا وهي وجود الله! ووجود صفاته، صفة صفة. مودتي