مؤتمر تجديد، أم ديكاتورية مختارة؟!
إن الخطوط العامة في خطاب شيخ الأزهر في البيان الختامي لهي واضحة، إنها حملة تظهر ما الذي تريده المؤسسة الدينية، إنها في حالة حلف مع الكنيسة، وكل مخالف لهما سيتم إظهاره على أنه (يريد الفتنة) (وعلى الجهات المختصة أن تتدخل)، إنه يذكرنا بملف بابا الفاتيكان خورخي ماريو بيرجوليو، حول اتهاماته خلال الديكتاتورية العسكرية في الأرجنتين في 1979، والتي لم تنسها له نيتفليكس في فلمها الصادر عام 2019: (The Two Popes).
لقد كان خطاب شيخ الأزهر واضحًا في التحريض على من يخرج عن مقررات مؤسسته الرسمية، من يخالف مقرراته الفقهية كتهنئة غير المسلمين بأعيادهم الدينية، والمسألة هذه مجرد مثال على استغلال النفوذ الديني، والتي لا تساعده بها (كتب التراث) بالمناسبة الذي صوّر نفسه على أنه حامي حمى حوزتها، إن الكنيسة كمؤسسة ممتعضة من بعض من لا يريدون التهنئة في (أعيادها المجيدة المقدسة) فمن سيتكلم إنه شيخ الأزهر: الذي يوزع النفوذ في مصر بينه وبين الكنيسة ليطلب من الجهات المختصة التعامل مع كل من يمنع التهنئة، لحليفه الاستراتيجي.
على الشعب ان يدخل في حرب بالوكالة عن المؤسسة الدينية، سواء الكنيسة أو الأزهر لمحاربة الإلحاد ذلك الذي شخصه شيخ الأزهر بالخطر، وبالتالي يجب أن يدخلوا المواطنين (الذين ضلوا الطريق) ليعترفوا بالخالق، ثم بعدها يتوزع الذين اعترفوا على عدة طرق: إما على الكنيسة، وإما على الأزهر، وغير ذلك فهم إما ملحدون، أو متشددون، أيها المواطن لا ننظر إليك إلا على أنك خطر، متطرف، ملحد، أو تابع للأزهر، أو للأشقاء في الكنيسة المصرية، على الشعب ألا يتحدث باسم التجديد، بل هو للمؤسسة الأزهرية، تتفق في ضوابطه بما يراعي مصالح شركاء الوطن (الكنيسة)، بما يضمن استقرار الجميع، بما يضمن لقطاع الذين لا نعرف ما طبيعة إنتاجهم في المجتمع سوى بعض العمائم، وحمل الصلبان، أن يضمنوا جرايتهم الشهرية.
تفضلوا أنتم ردوا على الملحدين، شيخ الأزهر ما كتبك في الرد على الملحدين؟ ما هي الدراسات التي أجريتها حول الإلحاد، أي واحد من الموجودين ماذا فعل في هذه المسألة، حاتم العوني كان قد حضر المؤتمر، فليتفضل وليكتب ردًا على الملحدين، أم يذهب هناك للإعلان عن كتابه (فيسبوكيات)؟ أو عن منشوراته ومقالاته التي رد فيها على (فريدريك نيتشه) بأنه إنسان مجنون، عاش في مصحة نفسية! ونعم الردود.
أي معارض لفضيلته سيقال له ليست قضيتنا الآن هي قضيتك، ترامب، فلسطين، نيتنياهو أي قضية المهم أن تكون (خارجية) بعيدة عنها، ننهيها ببعض الأدعية والتمتمات! أما أن يتم الإنفاق الحكومي بسخاء على مؤتمر كامل، بضيوفه، وطعامهم، وشرابهم، فلم ينس فضيلته التنويه بالرعاية الرسمية لمؤتمره (التجديدي) فهي قضية المسلمين الأولى، تحدث فضيلته عن الجماعات المتطرفة، بدون أي دراسة حقيقية، أي جماعة متطرفة هذه التي قالت نكفّر بالمعاصي؟ لا تعرف! من هي الجماعات التي تردون عليها بالاسم، أي ورقة بحثية قلتم فيها قالوا في منشور لهم كذا، أو في كتاب لهم كذا وها نحن نرد عليهم، ونحلل الأموال التي نأخذها في عقد المؤتمرات؟ لا نعرف أيضًا، بل على وزن النخزات، جماعات متطرفة، جماعات خطيرة، من هي؟
ما وظيفتك إذن أنت في مؤسسة لها قرون وأنت لا تخرج أي دراسات عن هذا؟ لكنه نفسه قال: ما نقوله بهذا الخصوص يعلمه أي فلاح في أي أرض في مصر، ما لازمة هذا الجمع الكريم، وهذه الأموال المستنزفة إذن؟ ما الدراسة التي أخرجتموها وتستحق كل تلك الأموال التي تنفق على هذا الحشد لا نعرف، لكن الحمد لله كسبنا أننا أحرجنا رئيس جامعة القاهرة!
سبب تلك الجماعات ذلك الفكر المتطرف الذي يمتنع أن يقول: هابي كريسمس! لا سحق الجياع، لا العمل لساعات متواصلة دون آدمية، لا إنفاق للمال العام على مؤتمرات فخمة، لا إغراء الحكومة بتتبع كل من تصنفه على أنه يؤذي مشاعر حلفائك، لا يمكن الحديث عن هذا، لماذا لأنه يؤذي المشاعر، والمهم بعد كل هذا الإنفاق أن يسجل فضيلته نقاطًا على زميل له في جامعة أخرى وتحصد (ترند) في وسائل التواصل الاجتماعي، ويحمد الكل صنيعه.