المفكر الإسلامي الرهيب!
قبل أيام حصلت ضجة حول خبر زائف يقول بأن هارفرد اعتبرت القرآن أكثر كتاب عدالة، وإن كان الخبر بنفسه يشي ببطلانه إذ ليس هناك مفهوم موحد للعدالة، بل يختلف من فلسفة لأخرى، وفق محدداتها ومعاييرها، على أي حال تم تدارك الموقف من كثيرين قائلين: نحن لسنا بحاجة لشهادتهم لو حصلت، رغم أنه لا يتبين أصلًا كيف لها أن تحصل! ما علينا.
هناك ولع كبير بشهادة الآخر، مغنٍ أمريكي يعلن إسلامه، يتم التعامل وكأن الفتح سيأتي على يديه، هذه الفكرة يمكن رصدها في فترة (تحجب الممثلات) فلانة لبست الحجاب! ملايين وقتها فعلن الشيء نفسه، الفارق أنها كانت تخرج على التلفاز دونهن، إنها مشهورة إذن وضعها مختلف!
تجدها بعد فترة تعطي موعظة على قناة (اقرأ) والمؤهلات أنها كانت ممثلة لبست الحجاب، تلك الفرصة التي لا تمنح لطالبة علم درست سنوات في العلوم الشرعية، أي شخصية كانت تصنف على أنها (الآخر) تصبح محورية لو أصبحت (منا) تجد مثلًا تسليطًا للضوء على محمد علي كلاي انظر عبقرية كلامه لماذا؟ ملاكم سابق، رغم أن معرفته بالإسلام فترة مواعظه كانت عن طريق جماعة (أمة الإسلام) والتي فضحها مالكوم إكس.
لذلك يكفي أن يقول واحد إنه كان يساريًا فترة من حياته، تسأل ما موقعه فترة اليسار؟ هل له كتب؟ هل كان له موقع حقيقي، لا أبدًا، على هامش الهامش، لا أحد يعرفه، أول ما يردد محفوظاته اليسارية عن تحويل الإنسان لآلة، والإنسان ذو البعد الواحد، حتى يقال: ياااه المفكر الإسلامي العظيم، رغم أن كلامه موجود في أي نشرة يسارية أساسًا!
وقد يكون المرء فيلسوفًا قبل الإسلام بحق، مثل روجيه جارودي لكنه لم يظهر أي دقة ولا أي عمق في فهم الإسلام بعد إعلانه دخوله، فهل يصح وقتها أن يقال: مفكر إسلامي وهو لم يعرف الإسلام بعد! إنها المواقف التي تجعل الناس تتعامل باندهاش مع كلمة “إن شاء الله” من فم ألماني، ولكنها تتعامل ببرود مع مقرئ من أبناء القرية.