رد بعد سنة، فما الذي كان! (2)

يكمل رده خوف أن ينخدع طالب علم بقوله: “قول سمرين “لنتيجة مقررة سلفا” (أتهام!) والأتهامات ثقافة أتزرَ بها بعض من انتسب للطلب-للأسف-تخلّقوا بها بسبب العجز التام في الرد على المخالفين” [أنقل كلامه دون أي تصحيح للأخطاء الإملائية]، فهنا سرعة بديهته أطلت لتكشف بأن ردي كان فيه اتهام، حسن هو ذاك ما الجديد؟ الجديد توجعه من أن الاتهامات صارت ثقافة إلخ، ما علاقة النواح الآن بالموضوع، ثم ما علاقة الاتهام بالعجز عن الرد، الطريف أن عنوان كتابه الطويل فيه “مقاتل بن سليمان المتهم في مذهبه”، مع أن الاتهامات “للأسف تخلقوا بها بسبب العجز التام” ألا ترى أنك لا تكاد تبين؟! مرة الاتهامات للأسف، ومرة تنادي مقاتل متهم! هل سيحاول إنقاذ الموقف فيقول: لا يلزم من الاتهام العجز؟ إن فعل يقال له: ها، وأخيرًا، فلا داعي للمظلوميات، فانتشار المقالات بالأدلة خير دومًا من انتشارها بالدموع، بين [طلبة العلم] حتى لا تعتقد أنني أقلل من شأن جمهور كتابك.

المهم جاء إلى ما اعتبره " أسوء ما في المقال!" وهو قولي: “شأن الكتب ونسبتها إلى أصحابها لا يحتاج إلى الأسانيد مثل الحديث” هنا استنفر علومه، فقال: “وهذا أطلاق غلط، فإن أهل العلم يقولون أن: الأسانيد أنساب الكتب”، عفوًا لا نحتاج إلى ذلك الإسهاب في بيان أهمية الأسانيد، قلت لا نحتاج إلى الأسانيد في الكتب [مثل الحديث] فلا داعي إلى مجلد عن أهمية الإسناد، وأنه مهم جدًا، وأنهم أثنوا عليه هذا اسمه حشو، لكن ما العمل؟ حتى تتضح له الصورة:

لما تقول مثلًا: لا يحتاج المرء حتى يتكلم بالهراء إلى أن يكون المرء مجنونًا، لا يعني أنك تنفي أن الجنون يجعل صاحبه يتفوه بالهراء، بل بكل سهولة تقصد أنه قد يتفوه بالهراء بدون جنون، لاحظت؟ ففرق بين ما لا يحتاج، وبين: لا يجوز، لا نحتاج في الإدانة إلى إقرار، لكن يجوز أن تكون به، بل هو أعلى من شهادة غيره، لا يحتاج قتل الإنسان إلى سيف، لأنه قد يموت خنقًا على سبيل المثال، وهذا لا ينفي أن السيف قتّال، وتسهب مجلدًا في بيان هذا، ولما تجد من يسهب في السيف، وأسمائه، ويقول لك لعلك لا تعرف كل أسماء السيف، ولا تدري أن ابن تيمية مرة قال في شأنه كذا من باب الإلزام! تعلم بأن ما يحمله فوق كتفيه بالون محشو بأمور وينتظر أن يشك بدبوس لينفجر بكل ما خزنه فيه دفعة واحدة!

فبدأ بالقول القاضي عياض قال عن الإسناد، وابن تيمية، وفلان وفلان، وكل حين يستحضر الوصفة السحرية: “كلامه علمي، وغيره ليس علميًا”، ليصل إلى قوله: " الكاتب يوهم القارئ أننا نشترط الإسناد في كل كتاب، وهذا باطل لم نقله في كتبنا ولا في صفحاتنا"! فعلامَ كل ذلك الحشو؟ إن كنت تقر بأن الكتب لا يشترط لها إسناد فقد تثبت بغيره لم كل ذلك الكلام في غير الموضوع، وأنت تريد أن تعلّم طالب العلم الذي تخشى عليه ليميّز، فكان عليك أن يظهر منك ما يثبت أنك تميّز.

يتبع…