اختلاف رومنتيكي
هناك موجة غير فكرية يمكن تسميتها بالإلحاد العاطفي، إلحاد يستجدي الدموع، لا أعرف من هو ذا الملحد الذي ينتظر ترحمًا عليه، ينتظر الإحساس بالشفقة، وممن؟ من أولئك الذين ألحد بدينهم!
كان نيتشه نموذجًا لملحد متسق مع نفسه، وما أن يصل بحثه إلى جانب العواطف حتى يستشعر الخطر، لذا اعتبر (الشفقة) أحط الصفات للضعفاء، بل يمكن استشفاف موقفه من المرأة وهو يعتبر صفات مثل المسكنة، والدموع، صفات انحطاط، وعاطفة الحنان صفات مخادعة غرضها السيطرة، لذا سحب موقفه على النساء، ولما يمتدح موقفًا يقول هو موقف رجال، في نفرة تامة عن حنان الأم الذي يتوزع على مجموعة من عاطفيي وعاطفيات الإلحاد.
لم يطلب عطفًا واعتبر أي تمجيد قدّاسي له بعد موته إهانة له، قالها صراحة بأنه (عدو المسيح) ولم يجعل غيره يفترض أنه سيبادله العطف، بل صرح بأن أكبر خدمة يقدر على تقديمها لمن يقترب من السقوط هي أن يعجّل بسقوطه!
لكن الواحد أو الواحدة من أولئك العاطفيين لا يعرف طرح موضوع دون بكائيات، ودون الحديث عما مر به من اضطهاد وعذابات، وعلى حسب الترند (تنمر) (تحرش)!
ملحد أعلن موت الإله عليه أن يتسق هو وإخوانه مع هذه المقالة، يذكرني موقف العديد منهم وهو يزايد على مؤمن لعدم ترحمه على ملحد بموقف لينين من ماكسيم جوركي، مكسيم حاول أن يكتب عن عاطفته نحو الإله، نحو الرحمة، فاستغرب منه لينين وقال له عندك حالة نيكروفيليا!! يعني عندك هوس اشتهاء نحو الجثث! أليس قد ألحد وأعلن موت الإله فلا معنى بعدها لكل ذا.