يا أخي لماذا هذه الثنائيات، تقسمون الناس إلى مؤمن وكافر؟
هذا الاعتراض يتكرر، والعَجَب أن صاحبه يحسب أنه خرج عن الثنائيات، بحجة أنه ليبرالي يتقبل كافة الأديان، لكن عفوًا، أنت لا تتقبل كل الأنظمة، وتقول نظام ليبرالي وآخر شمولي. مجتمع مفتوح، وآخر مغلق. وهكذا تزعم أنك تنويري ومفاده أن غيرك ظلامي. أو تقول تقدمي غيرك رجعي. أو عرق نقي/أجناس مختلطة، أو هو عقلاني وغيره جاهل، حداثي/تراثي، ثوري/محافظ إلى آخره. الثنائية تبقى موجودة الخلاف فقط في نقطة الارتكاز التي يجري عليها التقسيم، بل التقسيمات تحمل في مضامينها حتى في الأفكار السياسية مضامين مشحونة بأطر لاهوتية كما عبر عن ذلك كارل شميت، فالهالة والقداسة لفئة على حساب الأخرى.