إعادة نشر
هل يقال للكافر أخونا؟
بعض الناس بحث هذه المسألة وخرج بنتيجة مفادها أنه يقال أخونا النصراني مثلا، أو أخونا البوذي ، واحتج لذلك بقوله تعالى “إذ قال لهم أخوهم نوح” “أخوهم هود"ونحو هذا في سورة الشعراء.
فالناس إخوة في البشرية، “كلكم من آدم وآدم من تراب”
لكن لي ملحظ سريع على هذا:
وهو ملحظ متعلق بنفس السورة الشعراء وذلك رغم تكرار قوله تعالى: “إذ قال لهم أخوهم”، عند ذكر الأنبياء مع أقوامهم إلا أنه لم يقل عند قوله “كذب أصحاب الأيكة” قال أخوهم شعيب بل قال شعيب دون ذكر للأخوة.
لماذا؟ بعضهم حمله على أن شعيبا لم يكن من قوم أصحاب الأيكة.. وهذا ضعيف لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الأنبياء بعثوا إلى قومهم خاصة.
قال ابن حجر في فتح الباري:
“والجمهور على أن أصحاب مدين هم أصحاب الأيكة، وأجابوا عن ترك ذكر الأخوة في أصحاب الأيكة بأنه لما كانوا يعبدون الأيكة ووقع في صدر الكلام بأنهم أصحاب الأيكة ناسب أن لا يذكر الأخوة”
وهذ لفتة مهمة أنه لما ذكر دينهم وعبادتهم لم يناسب أن يذكر الأخوة حتى لا يكون فيه ما يفهم منه الأخوة الدينية.
وعليه: فيقال الناس إخوة هذا صحيح لا غبار عليه فلا ذكر لأديان وعبادات هنا، بخلاف أن يقال البوذي أخونا لأن فيه ذكرا لعبادة غير الله مما قد يفهم منه الإقرار.
ولتوسع أقوام في قولهم إخواننا النصارى وجدنا من فهم من هذا أن النصارى مؤمنون! وهذا شيء مشاهد.
وعليه فلما يقال أبناء الشعب مثلا إخوة هذا ينصرف إلى اللحمة والأنساب لكن لا يقال البوذي واليهودي والنصراني إخوة للمسلم إذ فيها مقاربة عند ذكر العقائد.
والله أعلم.