إعادة نشر..

سرقة…

كتب علي جمعة بحثًا بعنوان: (علم أصول الفقه وعلاقته بالفلسفة الإسلامية) في 50 ورقة، طبع سنة: 1996م، وقد تعرض علي جمعة في كتابه المذكور للعقل والتفكير فكان مما قاله فيه:

“العقل الذي هو مناط التكليف فنعني به تمام العملية الفكرية، التي تتكون من الدماغ والحواس السليمة الناقلة للواقع المحسوس، إلى ذلك الدماغ والمعلومات السابقة، وبهذه العناصر الأربعة تتم العملية الفكرية”(1). ولم يحل على غيره، بل قال: “هذا التعريف للعقل الذي يؤخذ من كلام المتقدمين، حتى ولو لم يصرحوا به”(2).

فقد اعترف أن المتقدمين لم يصرحوا به، وأوهم أنه صاحبه، على أن ما كتبه مأخوذ عن تقي الدين النبهاني مؤسس حزب التحرير، الذي قال هذا الكلام في كتابٍ له بعنوان (التفكير) طبع في 1973م، أي في السنة التي حاز فيها علي جمعة على بكالوريوس التجارة من عين شمس، ولن يحصل جمعة على ليسانس من كلية الدراسات الإسلامية من جامعة القاهرة إلا في عام 1979م. فكان مما قاله النبهاني فيه:

“لا بد من وجود أربعة أشياء حتى تتم العملية العقلية، أو حتى يوجد العقل أو الفكر، فلابد من وجود واقع، ولا بد من وجود دماغ صالح، ولابد من وجود حس، ولابد من وجود معلومات سابقة، فهذه الأربعة مجتمعة لابد من تحققها جميعها وتحقق اجتماعها، حتى تتم العملية العقلية”(3).

ويقول علي جمعة في بحثه المذكور:

“وبهذا التحديد وبهذا المعنى يمكن الرد على بعض التوجهات الشيوعية التي ترى الفكر انعكاسًا للواقع على الدماغ، حيث يهدرون جانب المعلومات السابقة فتتمحض المادة في الوجود”(4).

وهو مجرد متابعة منه للنبهاني، الذي قال:

“أساس الانحراف في الطريق الذي سلكه علماء الشيوعية للوصول إلى معرفة واقع العقل هو ضرورة وجود المعلومات السابقة، فإن هذا يكفي لبيان خطأ الشيوعيين في تعريف العقل، ويكفي لبيان وجه الانحراف، وأنه حتى يتوصل لإيجاد الفكر لابد من المعلومات السابقة عن الواقع الذي يعرض للدماغ”(5).

ويظهر عدم التقيد بالاصطلاح الأكاديمي في الفلسفة حيث تابع جمعة النبهاني في وصفهم بالشيوعيين، على أن الشيوعية مصطلح له ارتباطه بالاقتصاد من حيث توزيع الملكية، والحديث هنا في نظرية المعرفة لا الاقتصاد، فيشار إليهم للدقة بالمادية، لا الشيوعية!، لكن الناسخ له جهد النسخ. مودتي.


1-علم أصول الفقه وعلاقته بالفلسفة الإسلامية، علي جمعة، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، القاهرة، الطبعة الأولى: 1996م، ص24. 2-علم أصول الفقه وعلاقته بالفلسفة الإسلامية، ص25. 3-التفكير، تقي الدين النبهاني، الطبعة الأولى: 1973م، ص12. 4-علم أصول الفقه وعلاقته بالفلسفة الإسلامية، ص25. 5-التفكير، ص6. *الصورة على اليمين لعلي جمعة، والشمال: تقي الدين النبهاني.