كتاب (تذكرة الدعاة) للبهي الخولي…
هو كتاب قدم له حسن البنا وتحدث عن صفحاته بقوله: “أعجبت بها، وهششت لها، وشمت فيها بوارق الإخلاص” [١]، وهي الصفحات التي حوت كلامًا عن البنا، ففيها:
“بربك هل نظرت إلى وجه حسن البنا وهو يتحدث أو يخطب؟ حنان صوته، وخشوع لهجته، إن هذا المرشد الكريم يتكلم فما يأتي بجديد لأنه يتكلم بكلام الله القديم، ولكن الوجه جديد، والصوت جديد، واللهجة جديدة، فتجعل الكلام القديم جديدًا” [٢].
وقد أبان مؤلفه عن مقصده من كلمة: دعوة، وداعية فقال: “كل ما نذكره من هذه الأحاديث عن الدعوة والداعية، إنما نقصد به دعوة الإخوان” [٣]، ومع ذلك قال: “لا أزكي الإخوان” وشرح هذا بقوله: “لست أزكي لهم قولًا فهم لا قول لهم إلا ما كان بحق هذه الدعوة، وافيًا بأغراضها، آخذًا من معين كتابها وسنة رسولها” [٤]، فلا قول لهم بنظره إلا قول المعصوم لكنه مع ذلك لم يزكهم.
ويحذّر المؤلف القارئ أن يتوقف مع كلام له “يوهم ظاهره أني أتعصب للإخوان، فاعلم أن ذلك لم يدر بخلدي” [٥]، فهو لا يتعصب لهم، لكن: “نعم أنا أتعصب للإخوان ولكن لاعتبارهم فكرة في الحق… روح من أمر الله” [٦].
ومما جاء في الكتاب: “شكا أحد الإخوان فقال: كان لي من العبادة كذا وكذا قبل انضمامي في جماعة الإخوان المسلمين، ترى هل جنت علينا الدعوة فأضعفت عزائمنا عن العبادة؟ فقال له صاحبه: لا يا أخي، إن أيامك هذه خير من السابقة، فقد كنت معتقلًا فيما مضى، فأصبحتَ حرًا طليقًا” [٧].
———————————————— [١] تذكرة الدعاة، البهي الخولي، دار الثراث-القاهرة، الطبعة التاسعة: ٢٠٠٤م، ص٣. [٢] المصدر نفسه، ص١٧١، باختصار. [٣] المصدر نفسه، ص٦. [٤] المصدر نفسه، ص٨. [٥] المصدر نفسه، ص٩. [٦] المصدر نفسه، ص٩. [٧] المصدر نفسه، ص١٦٨، ١٦٩، باختصار.