ما أن أنهيت رواية (الجليد) لصنع الله إبراهيم حتى قفزت في ذهني تلك الجملة لأحد النقاد وهو يصف رواية: هي سيئة إلى الحد الذي يجعلها جيدة!

تتحدث عن طالب مصري مبتعث إلى الاتحاد السوفييتي، يلتقي بزملاء من دول عربية وأجنبية لا يتحدث عن دراسته بل عن أيامه بتراتبية تفتقد التشويق ولعل هذا السوء في فقدان الحبكة والتشويق وقربها من تسجيل اليوميات إلى تفاصيله المملة كم بيضة أكل، وكم سعر الفوتكا، إلى حد تصبح فيه كل ٥٠ ورقة منه دفعة خانقة من الملل، ولكنها جيدة في تصوير الملل الذي عاشه هؤلاء الذين انتفخوا بألقاب الطليعية، واليسار، في التنقل بين مهاجع الطلبة مع الرفيقات، إلى البارات أيضًا مع رفيقات.

وقارة الحركة العمال والفلاحين فترتها، لم تكن سوى قارة المرأة البيضاء بنظر زوارها، فالرواية بلغت من الابتذال في عد النساء هناك وأصنافهن مبلغ اختزال البعثة بها، ويومياته التي دارت في فلك الفراش ولا تكاد تخرج عنه، تصور طبيعة النضال للمثقف الذي زار البلدان التقدمية تحت الراية الحمراء، التي لونت لياليهم بلونها، مع مناقشات تتسمى بالسياسية وهي مجرد هلوسات صحو مفاجئ تسارع إلى العودة مرة أخرى إلى غطيط السكر.

أما الثقافة فيذكر بعض الكتب عن الثورة الروسية مع شيء من الآراء بالموسيقى والسينما، والأزمة الوجودية التي عانى منها الكاتب في الرواية لم تكن سوى التهاب البرتستاتا وآثار الإفراط في الشراب، الذي تفنن في عد أنواعه مع المكيفات التي توفرت وقتها كالمارجوانا، بالمختصر لا إمتاع في الرواية ولكنها تنجح في تصوير تلك المرحلة للعديد من الطلبة المبتعثين وقتها.