“هذه الحادثة المفجعة في ١٩ الحجة سنة ١٣١٣ هـ

مرض برواق الشام أحد المجاورين بالكوليرا، وحضرت الحكومة لنقله بالعربة السوداء للمستشفى وكان من أُخذ بها لا يرجع، فأبت رفقته من طلبة الأزهر تسليمه فاشتد الجدال بين الفريقين وأبلغت الأطباء الحكومة بأنهم أهينوا.

فحضر إلى الجامع الأزهر سعادة المحافظ وشرذمة من العساكر فتطاولوا على سعادة المحافظ وكانت الشوام أغلقت باب الشوام فطلب قوة عسكرية أخرى فحضرت وعملوا حصارات على الجامع الأزهر.

وأمر الحكمدار العساكر بكسر الباب وإطلاق الرصاص على الطلبة داخل الجامع، فانقضوا عليه، ثم بدأ الحكمدار بطلق بندقته واتبعته العساكر بإطلاق الرصاص فتفرق الطلبة ثم دخل الضباط والعساكر واشتغلوا بضبط من بالأزهر مع الإهانة من غير تمييز بين طالب وعالم.

قبضوا على ٨٢ من الشوام و٢٣ من المصريين وفيهم بعض المدرسين وأصيب بالرصاص خمسة مات بعضهم في الحال وبعضهم بعد ذلك، وانحصرت التهمة في ١٤ تقريبًا، ونفي البعض وسجن البعض وأقفل رواق الشوام سنة كاملة واستاء لذلك الخديوي وشيخ الأزهر”

(كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، سليمان رصد الحنفي، ١٣٢٠ هـ، ص ١٩٤- ١٩٦ باختصار.)