بعض الناس يهوّلون وقوع بعض الألفاظ في المباحثات الاعتقادية، كمن قال عن مخالف له مؤول معطّل هولوا عليه بأنه أزرى بكثير من أهل العلم، والمطالع لكلام الجويني في البرهان يجد أنه يفعل هذا في مسائل فرعية كتطبيق لقواعد أصولية، فمثلا يصف من ذهب إلى جواز صرف الزكاة إلى صنف واحد من الأصناف الثمانية الواردة في النص بأن من ذهب لهذا “كان معطّلًا مؤولًا” (البرهان، ٥٥١/١.) على أنه قول الجمهور، بخلاف الشافعي، كما يصف بعض الفقهاء بالحشوية، ونحو هذا، والمقصود بهذا اللفظ “حشوية” وصف من يكثر الكلام من غير حاصل، لإزرائه بالبحث العقلي، والانهماك بالجمع على حساب تحقيق الراجح بالأدلة.