التخليط في اصطلاحات العلماء
مثال ذلك تعليق سعيد فودة على قول ابن تيمية بأن النصوص جاءت بإثبات مفصل وتنزيه مجمل، بقوله:
“ابن تيمية جعل المجمل وصفًا للنفي فقال: النفي المجمل، فجعل النفي نفسه مجملًا، ولكن المجمل غير مُبيّن، وغير المبين لا يعمل به لعدم وضوح معناه المراد منه أو مصاديقه” (١).
وهذا خلط شنيع، فمقصد ابن تيمية ليس هذا، بل هو ما نبه عليه الجويني بقوله: “أما المجملات فقد يُطلق المجمل على العموم في قولك: أجملت الحساب، إذا جمعت آحاده وأدرجته تحت صيغة جامعة لها” (٢)، فهذا الذي يقصده ابن تيمية بالصيغة الجامعة المقابلة للتفصيل، لا المبهم الذي ليس مبينًا.
——————— (١) نقض الرسالة التدمرية، سعيد فودة، دار الرازي، عمان-الأردن، الطبعة الأولى: ١٤٢٥هـ-٢٠٠٤م، ص١٣. (٢) البرهان في أصول الفقه، أبو معالي الجويني، حققه: عبد العظيم الديب، دار الأنصار، القاهرة، ص٤١٩.