قال عبد الوهاب السبكي في الذهبي لموقفه من الأشعري:
“لم يمكنه البوح بالغض منه، خوفًا من سيوف أهل الحق، ولا الصبر على السكوت، لما جبلت عليه طويته من بغضه، بحيث اختصر ما شاء الله أن يختصره في مدحه … أقسم بالله يمينًا برّة ما بك إلا أنك لا تحب شياع اسمه بالخير، ولا تقدر في بلاد المسلمين على أن تفصح فيه بما عندك من أمره، وما تضمره من الغض منه، فإنك لو أظهرت ذلك لتناولتك سيوف الله … قد أبلغتُ، وأحفظ لشيخنا حقه وأمسك”!
(طبقات الشافعية الكبرى، عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي، تحقيق: محمود الطناحي، عبد الفتاح الحلو، مطبعة عيسى البابي، ١٣٨٣هـ-١٩٦٤م، ج٣، ص٣٥٢، ٣٥٣.)
فأي حق بقي لشيخه الذهبي عليه، وهو الذي استحل عَرضه على السيف لو أظهر موقفه الذي يقسم عليه؟ وكل هذا لأنه رآه قصّر في مدحه، وألمح إلى عدم موافقته في طريقته.