كتاب الموسيقى الكبير للفارابي يعد أهم كتاب في التراث العربي عن الموسيقى، طبع في ١٢٠٠ صفحة، وقد حوى تأريخًا لنشأة المعازف والألحان، والحديث عن معازف عصره، وطرق العزف عليها، ولفلسفة الفارابي في الفن الموسيقي، فمثلًا يتحدث عن كون التعب ينشأ عن إدراك الزمن، كون الزمن تابعًا للحركة، والحركة هي التي يعقبها تعب، فالموسيقى تبعد المرء عن إدراك الزمن، ويستدل على ذلك أن العامل والصانع متى استعان بغناء في عمله فإن عمله ينقضي دون أن يشعر بمرور الوقت، ولا الإحساس بالتعب، ومن هنا يرى أن الموسيقى تجعل الإنسان يتجاوز تعبه كونه لا يشعر بالزمن. كما أنه يرى أن الموسيقى متى اتحدت مع أقوال، فإن هذا أدعى لقبول تلك الأقوال، في حين لو جردت الأقوال عن اللحن قد يرفضها السامع بداية، أي إن اللحن الموسيقي يمرر الأقوال التي قد لا يفطن المرء لمدلولها، لانجذابه نحو اللحن.