تجربة ذهنية لندرك ما التغيرات الفكرية التي طرأت على (إسلاميين)..

لنفرض أن حسن البنا لم يؤسس الإخوان في مصر، بل ولد في تركيا وسلك نفس سلوكه في تركيا اليوم، رأى التغريب فيها، ودور الرقص، والفساد الأخلاقي. وبدأ يدور على المقاهي يذكر الناس هناك، ويزور بعض الأئمة كما كان حكى في مذكراته ويخاطبهم إن لم تقوموا من أجل الإسلام فمن أجل الخبز الذي تأكلونه.

بدأ يجتمع حوله مجموعة من الشباب، وبايعوه على السمع والطاعة، وأراد الترشح في البرلمان التركي لسن تشريعات إسلامية (لا مجرد إصلاحات اقتصادية)، كانت مصر قديما في حال اقتصادي مختلف عما آلت له الأمور لاحقا ويخاطب أردوغان بإعلان الخلافة وسيبايعه جميع الإخوان على ذلك إن فعل، وأسس نظاما خاصا لمقاتلة القواعد الغربية في البلد، وأعداء الحركة في حال اعتدوا على (الدعوة).

لعل بعض أتباعه يتعاونون مع ضباط في الجيش للثورة على الحاكم الذي لم يعلن الخلافة ولم يغلق دور الملاهي والفساد، لإقامة الحلم المنشود. لنفرض أن سيد قطب بنفس عقليته ولد في تركيا، سيبدأ بالحديث عن الجاهلية التي عمت الأرض، وسلطان الله المغتصب في بلده.

لن يستمعوا إلى أي عداء معلن بين النظام التركي وإسرائيل في أشد أحواله لم يصل إلى أزهر العلاقات بين مصر وإسرائيل أيام فاروق وناصر.

تخيل الأمر مجرد تخيل، واسأل عن حال المنتسبين لهم اليوم لو حصل هذا؟ بعضهم لا يفترض أدنى تغير! حتى الآن في أفكارهم.