“من اتقى بالعلم الباطن، ولم يتعلم العلم الظاهر ليقيم به الشريعة وأنكرها فهو زنديق، وليس علمه في الباطن علمًا على الحقيقة.” (بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب، الحكيم الترمذي، تحقيق: أحمد عبد الرحيم السايح، مركز الكتاب للنشر، القاهرة، ص٣٧.)

“أبو المحاسن الروياني يقول: الشُهرة آفَةٌ وكلٌّ يتحراها، والخمول راحة وكلٌّ يتوقاها” (طبقات الشافعية الكبرى، عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي، تحقيق: محمود الطناحي، عبد الفتاح الحلو، مطبعة عيسى البابي، ١٣٨٣هـ-١٩٦٤م، ج٧، ص٣٢٦.)

أبو القاسم الشاطبي المقرئ: “قل للأميرِ نصيحةًلا تركَنَنَّ إلى فقيه إن الفقيه إذا أتىأبوابَكم لا خير فيه” (طبقات الشافعية الكبرى، عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي، تحقيق: محمود الطناحي، عبد الفتاح الحلو، مطبعة عيسى البابي، ١٣٨٣هـ-١٩٦٤م، ج٧، ص٢٧٢.)

“قال الإمام عبد الكريم الرازي: من شرط الفقيه أن يعترض على أستاذه، ويصير إلى حالة يُمكنه أن يقول لأستاذه: لِمَ؟ ويُحسِنُ الاعتراض عليه” (طبقات الشافعية الكبرى، عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي، تحقيق: محمود الطناحي، عبد الفتاح الحلو، مطبعة عيسى البابي، ١٣٨٣هـ-١٩٦٤م، ج٧، ص١٨٠، باختصار يسير.)

طاهر بن يحيى بن أبي الخير العِمراني: “الحقُّ أضحى غريبًا ليس يُفتقدُ *** فكلُّ من قاله في الناسِ يُضطهدُ لا يقبل الناسُ قولَ الحق من أحدٍ *** حتى يموت ويفنى الكِبرُ والحسدُ” (طبقات الشافعية الكبرى، عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي، تحقيق: محمود الطناحي، عبد الفتاح الحلو، مطبعة عيسى البابي، ١٣٨٣هـ-١٩٦٤م، ج٧، ص١١٧.)

“من الأحاديث التي لم أجد لها إسنادًا: “لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان العالمين لرجح” “من عمل بما علم، ورثه الله علم ما لم يعلم” “إن روح القدس نفث في روعي: أحبب من شئت فإنك مفارقه … الحديث. “إني لأجد نفس الرحمن من اليمن” “اللهم إني أستغفرك لما علمت وما لم أعلم” “ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل” “من دعا لظالم بطول البقاء فقد أحب أن يعصى الله في أرضه” ...

مسودة كتاب نظرية ابن تيمية في المعرفة للمراجعة النهائية

قال عبد الوهاب السبكي في الذهبي لموقفه من الأشعري: “لم يمكنه البوح بالغض منه، خوفًا من سيوف أهل الحق، ولا الصبر على السكوت، لما جبلت عليه طويته من بغضه، بحيث اختصر ما شاء الله أن يختصره في مدحه … أقسم بالله يمينًا برّة ما بك إلا أنك لا تحب شياع اسمه بالخير، ولا تقدر في بلاد المسلمين على أن تفصح فيه بما عندك من أمره، وما تضمره من الغض منه، فإنك لو أظهرت ذلك لتناولتك سيوف الله … قد أبلغتُ، وأحفظ لشيخنا حقه وأمسك”! ...

قال بُندار بن الحسين الشيرازي: “من واصل أهلَ الجهالة، أُلبسَ ثوبَ البِطالة” (طبقات الشافعية الكبرى، عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي، تحقيق: محمود الطناحي، عبد الفتاح الحلو، مطبعة عيسى البابي، ١٣٨٣هـ-١٩٦٤م، ج٣، ص٢٢٥.)

يتحدث راشد العبد الكريم في شكل حوار مع ابن تيمية فيقول: “رأيت لبعض المعاصرين اتهامًا لك بأنك اختلقت المقولة المنسوبة لابن العربي عن الغزالي: أنه دخل في بطون الفلاسفة فأراد أن يخرج فما استطاع، أو عبارة نحو ذلك، ثم وجدت الذهبي الشافعي يذكرها عن ابن العربي، على أي حال يمكن أن يسمى هذا وهمًا أو خطأ” (مع ابن تيمية حوارات فكرية، راشد العبد الكريم، مركز دلائل، الطبعة الأولى: 2019م، ص56، باختصار) ...

“ليس لأحد أن يفضّل على الأنبياء أحدًا لفضل نبوتهم ومحلهم” (ثلاثة مصنفات للحكيم الترمذي؛ سيرة الأولياء، جواب أهل سرخس، جواب كتاب من الري، باهتمام: بيرند راتكله، المطبعة الكاثوليكية، بيروت-لبنان، ١٩٩٢، ص٨٤.) هذا يظهر أن ما يحكى عن الحكيم الترمذي أنه فضّل الولي على النبي إنما نُقل عنه على حسب ما فهم الناقل، لعبارات محتملة له في هذا الباب كما أشار السبكي في طبقاته، ولذا أخرج من بلده، وهذا النص يبيّن أن الناقل أخطأ عليه. ...

“أهل الوسوسة من عوام المتورعّين الذين إذا أُعطوا يسيرًا من الديانة مع الجهل، تنطّعوا في الجزئيات” (طبقات الشافعية الكبرى، عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي، تحقيق: محمود الطناحي، عبد الفتاح الحلو، مطبعة عيسى البابي، ١٣٨٣هـ-١٩٦٤م، ج٣، ص٧٤.)

“قد يُناظِرُ المرءُ على ما لا يراه، إشارة للفائدة، وإبرازًا لها، وتعليمًا للجدل”. (طبقات الشافعية الكبرى، عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي، تحقيق: محمود الطناحي، عبد الفتاح الحلو، مطبعة عيسى البابي، ١٣٨٣هـ-١٩٦٤م، ج٢، ص١٥٩.)

كيف بدأ اجتياح التتار لديار الإسلام؟ “كان السلطان الأعظم للمسلمين هو السلطان علاء الدين خوارزمشاه محمد بن تكش” (١)، “وأما جنكزخان فإنه لما علم عظمة خوارزمشاه شرَع في عقد التوادد بينه وبينه … وأرسل إليه الهدايا المفتخرة، والتقادم السَنية، كل هذا وخوارزمشاه لا يرضى باصطناعه”(٢) ثم إن “خوارزمشاه منع التجار أن تسير من بلاده إلى بلاد جنكزخان” (٣) وبعدها بمدة كان “جماعة من التجار أخذوا معهم شيئًا من المستطرفات لما سمعوا بمكارم جنكزخان وتحيلوا حتى وصلوا بلاده، فلما وصلوا أكرمهم غاية الإكرام وقال: لأي شيء انقطعتم عنا؟ فقالوا: إن السلطان خوارزمشاه منع التجار من المسافرة إلى بلادك، ولو علم بنا لأهلكنا” (٤). ...

كل عام وأنتم بخير وصحة وعافية

أنهيت كتابة كتاب (نظرية ابن تيمية في المعرفة والوجود) والحمد لله، ويقع في ٦٠٠ صفحة، بمراجع بلغت ٦٠٠ مرجع، وسنرى دار نشر لطباعته وإخراجه إلى النور إن شاء الله.

كتاب الموسيقى الكبير للفارابي يعد أهم كتاب في التراث العربي عن الموسيقى، طبع في ١٢٠٠ صفحة، وقد حوى تأريخًا لنشأة المعازف والألحان، والحديث عن معازف عصره، وطرق العزف عليها، ولفلسفة الفارابي في الفن الموسيقي، فمثلًا يتحدث عن كون التعب ينشأ عن إدراك الزمن، كون الزمن تابعًا للحركة، والحركة هي التي يعقبها تعب، فالموسيقى تبعد المرء عن إدراك الزمن، ويستدل على ذلك أن العامل والصانع متى استعان بغناء في عمله فإن عمله ينقضي دون أن يشعر بمرور الوقت، ولا الإحساس بالتعب، ومن هنا يرى أن الموسيقى تجعل الإنسان يتجاوز تعبه كونه لا يشعر بالزمن. كما أنه يرى أن الموسيقى متى اتحدت مع أقوال، فإن هذا أدعى لقبول تلك الأقوال، في حين لو جردت الأقوال عن اللحن قد يرفضها السامع بداية، أي إن اللحن الموسيقي يمرر الأقوال التي قد لا يفطن المرء لمدلولها، لانجذابه نحو اللحن. ...

“قد شجعني ما فضل الله به الإمام المأمون أمير المؤمنين مع الخلافة التي حاز له إرثها، وأكرمه بلباسها، وحلاه بزينتها، من الرغبة في الأدب وتقريب أهله، وإدنائهم وبسط كنفه لهم، ومعونته إياهم” (الجبر والمقابلة، محمد بن موسى الخوارزمي، مطبعة بول باربيه، ١٩٣٧م، ص١٥.)

“الفلسفة إنما تحصل بجودة التمييز، وجودة التمييز إنما تحصل بقوة الذهن على إدراك الصواب” (رسالة التنبيه على سبيل السعادة، دراسة وتحقيق: سحبان خليفات، الجامعة الأردنية، الطبعة الأولى: ١٩٨٧م، ص٢٢٦، باختصار يسير.)

“أذكر من ظواهر امتهان الناس لأهل الدين أن الناس في مدينة الزقازيق في الثلاثينيات كانوا يستقبلون طلاب المعهد الديني في شوارع المدينة وهم بملابسهم الأزهرية بالصياح خلفهم، وبترديد كلمات سخيفة تدل على فقدان الوعي بالإسلام، وكثيرًا ما كانت هذه المظاهر تنتهي بضرب الطلبة إن هم اعتصموا بالوقار والصمت. وتكررت هذه الأحداث، فلما اعتصم أحد الطلبة بمقهى من المقاهي ليحمي نفسه من الضرب، ولكن صاحب المقهى ورواده أوسعوه ضربًا على ضرب، ففر هاربًا حتى عاد إلى المعهد الديني، وقصد شيخه المرحوم الشيخ محمود أبو العيون، وشكا له ما حدث، وكان الشيخ ثوريًا قديمًا، فأخذ الطالب وجمع طلاب المعهد، وكانوا ألفًا وخمسمائة طالب تتفاوت أعمارهم بين الثانية عشرة والخمس والعشرين، وعرض عليهم مأساة زميلهم، وخطب فيهم خطبة مثيرة، تهيب بهم أن ينتزعوا احترام الناس في الزقازيق لهم بالقوة. وأعلن الطلبة الحرب على مدينة الزقازيق، لبسوا الجلاليب، وفتحوا مخازن المعهد، وكسروا الأخشاب، وقطعوا فروع الأشجار، ولم يصبح الصباح إلا وألف وخمسمائة يخرجون إلى الشوارع وفي يد كل واحد منهم هراوة، يحطم بها كل ما يصادفه دون تمييز، الناس، والمحال التجارية، والصيدليات، والمقاهي، وكل ما في الشارع تناولته هراوات الطلبة، ولم يسلم رجال الشرطة من هجمات الطلبة، مما اضطر مدير الشرقية إلى الاستعانة بالشيخ محمود أبو العيون لإسكات الطلبة، وكان ذلك على شروط، منها أن يكون الشرطة في خدمة طلبة العلم الديني في أي لحظة”. ...