قبل أيام أصدرت DW الألمانية وثائقيًّا تعرَّض للسياسة الألمان...
قبل أيام أصدرت DW الألمانية وثائقيًّا تعرَّض للسياسة الألمانية في لينينغراد في الحرب العالمية الثانية، وهذا مقطع مما جاء فيه.
قبل أيام أصدرت DW الألمانية وثائقيًّا تعرَّض للسياسة الألمانية في لينينغراد في الحرب العالمية الثانية، وهذا مقطع مما جاء فيه.
هناك دعاية كبيرة للعديد من الشخصيات التي ترى في أنفسها مؤهلات للتعليق على الأحداث السياسية، وهي بحق تملك قدرة هائلة في الإسهاب والتكرار، وتضفي على كلامها هالة علمية وشرعية، لكنَّ حصيلة ما يقولونه لشهور ما هو سوى ملخصات لأغاني جوليا بطرس!
ملحن يساري ضحك المستمعون على أغاني زياد الرحباني في الثمانيات والتسعينات، وهي تحمل سخرية ومعارضة يقدر كل واحد منهم على إسقاطها على ما يشاء من واقع سياسي واجتماعي: “كذَّب عيَّاش وما بيحلف إلا بدينه! تلفن عياش وقال الأشيا مضبوطة، جوَّد عيَّاش وعارفينا مش مضبوطة”! هي موجة تذمُّر مما حوله، مهنة احترفها قطاع واسع من مخلفات الأحزاب الشيوعية بعد تفككها وانفتاحها على شذرات المقاهي الفرنسية، “الحالة تعبانة”، “شو هالأيام” “قوم فوت نام”، تذمر من كل شيء، امتدت للتأليف (خدعة التكنلوجيا) لجاك إلول، (بؤس العالَم) بيير بورديو، لا نظرية سياسية مفهومة بقدر التذمر والعيش مثل “هيبيز” في عالَم الثقافة. ...
أقول لعصبة بالفقه صالت وقالتْ ما خلا ذا العلمَ باطل أجل لا علمَ يوصلكم سواهُ إلى مال اليتامى والأرامل ابن لنكك البصري
كثير مما نسمعه اليوم من طوائف يشبه (الحريديم) في عملها، وظيفتها الترخيص للكاشير (الحلال) لا أكثر، مع تسلميها أنه لا شأن لها في القرار، هي تعطي حكمًا، لكن ليست جزءًا من المشروع ولا المنتج، قبل مدة تابعت بودكاست لأحد أعضاء تلك الطائفة وكان يقول بأنَّ جمعيته تضم نحو 60 ألف عضو، وبعد الترفيع بهم بأنهم يكشفون الدقائق، ويعلنون الحقائق، سئل عما قدموه على أرض الواقع، فقال ليس لدينا ما نقدمه سوى الفتوى! رغم أن ما يتحدثون فيه لا يحتاج إلى فتوى، فتلك ضرورات ليست ظنيات واحتمالات تحتاج إلى ترجيح، لا أحد يحتاج إلى فتوى في البديهيات! فكلامهم على هذه الشاكلة في قضايا بديهية، مما لا يقتصر على الإسلام، بل يشترك مع الآراء الأخلاقية والمواثيق الدولية، فإن كانت الثانية لا تسوى لأنها حبر على ورق، ولا تطبق في الواقع فما يقوله فضيلته مجرد إعلان عن تشغيل 60 ألف عاطل عن العمل ليكتبوا في بديهيات، وهو أمر يستحق الثرثرة لتسويغ تشغيل هذا العدد الضخم، مقابل اللا شيء، عملية بطيئة جدًا وحمل زائد على ظهر الكوكب، أنك تحتاج إلى 60 ألف عضو ليقولوا كاشير، عن مشروع قد يكون فاشلًا! ...
“قال ملك بروسي في القرن الثامن عشر قولًا ذكيًا: لو كان جنودنا فهموا لأي غرض نحارب، لاستحال خوض أي حرب” (لينين/المختارات ، ج٨، ص٤٠٦.)
حين تمنح امرئًا فوق حقه، وتعطيه فوق قدره لا تنتظر شكره، بقدر ظنونه أنه غُمط في سابق عهده، وجُحد فضله طويلًا!
عامان لم يبقِ ولم يذر حدثًا إلا علَّق عليه، كيفما اتفق مما عنَّ له، فقد كان تحت ضغط المسؤولية القيادية الجيوسياسية في وسائل التواصل، وتصابى، وتباكى، وزايد، وكايد، وجادل وباهل، وبعدها حين تخفت الموجة، يكتب: عن أدب الخلاف، وإمساك اللسان، وتطهير الجَنان، وشروط النهضة، وأهمية النقد، كأنه القائل: عامان ما رفَّ لي لحنٌ على وتر!
أسوأ أنواع الظالمين، هو الظالم المظلوم، ذلك الذي قد يحير الناظر في أمره، ويعتبر الظلم الذي وقع عليه كأنه شرعية ليفعل ما يشاء، ويستدل على غياب العدالة في العالَم بما وقع عليه، كأنه يقول: لا تحاسبني حتى يعتدل ميزان العالَم، سيصفق له أنصار يحجبهم عن رؤية ظلمه، تحديقهم بمظلمته، ويتحدث عن نفسه، بما يجعله عاجزًا عن سماع غير صوته.
مفرطون بالتاريخ حين بدأ البحث في تاريخ الكلام، كان ذلك قبل العصف السياسي بالمنطقة، وقد أظهر تفاعل النَّاس مع الأحداث، بالتعليقات والرأي والمناكفات مدى احتكام الناس بوعي وغالبًا بدونه إلى التاريخ، لا في جانب الهوية فحسب، بل في نمط التحليل والتفكير كذلك، أكبر من أي إقرار منهم بذلك، بل قد يكونون قد تجمَّلوا لسنوات سابقة بشعارات أوروبية حديثة، والحديث عن هايدغر، وفرويد، ونيتشه لكن ما أن تطلب الأمر منهم رأيًا أو موقفًا حتى أبدوا ما أظهرهم كأن لم يطالعوا شيئًا من ذلك البتة، ولسان حال الواحد منهم: ...
من نَقَدَ فليقدِّم البديل! لا يعدم رافضو النقد حججًا خطابية للتنفير عن التعرُّض لأغلاطهم، والكلمة التي تعاد كل حين: ما البديل؟ على أنَّ إيجاد بديل هو أمر زائد على النقد، فلا يلزم حين يُنقد العرَّافون في زعمهم علاج أمراض مستعصية بتمائم وطلاسم أن يقدَّم العلاج لتلك الأمراض، وحتمًا لا يمكن الوصول إلى علاجٍ من قوم يعتقدون صحة هذه الطريق. هؤلاء الذين يقولون هذه الكلمة هم في الواقع لا يلتزمونها، إنما يستحسنون لوكها عند الجدال لإسكات كل صوتٍ لا يعجبهم، وإلا فهم يقدمون اعتراضاتهم دونما بدائل، يتعايشون مع هذا ولا يجدون أنفسهم ملزمين بتقديم شيء، فيعترضون على النظام العالمي، سياسات الدول، الأوضاع الاقتصادية، وغير ذلك، دون أي بديل في جعبتهم وغالبًا ما يكون اعتراضهم زفرات مصدور لا ترقى للنقد، لكنَّ الجدل يدفع إلى عبارات متهافتة لا يلتزمها أحد. ...
ابن تيمية نقد كثيرًا هذه الجملة التي يرددها العديد ممن يسعون للحفاظ على نظرية (ليس في الإمكان أفضل مما كان) في مجال العلوم والمعرفة، يعيرون ابن تيمية بأفضل ما فيه، فيقولون لقد أكثر من النقد في الفقه، في العقائد، في اللغة، في التصوف، حسن وهذا هو المطلوب! إنَّ تاريخ العلوم هو في الواقع تاريخ النقد فيها، وكل نقد حمل تأسيسًا لمعرفة جديدة، أما الاكتفاء بما قيل وترديده كما هو فليس فيه احتفاظ بالأخطاء السابقة فحسب، بل إعطاؤها فرصة لتتضخم ككرة الثلج عبر الأيام والسنوات. ...
ملاحظات على محورية التاريخ. ١-التاريخ هو السبيل الذي أوصلنا إلى اليوم، من ينقطع عنه، لا يفسر كيف يقف اليوم في موقعه، التاريخ هو ما يحوي الهويات الدينية، والقومية، هو المحتفظ بالصِّراع، والوفاق. ٢-من يظن أنَّ الخلافات بين الطوائف الإسلامية يمكن أن تحسمها المناظرات واهم، فكل الفرق لها تاريخ، وتاريخها هو مرافعة عنها، مناظرة ومجادلة، وحتى لو تم تعديل الحجج الكلامية، والاستعانة بحجج محدثة فلن يغير هذا من التاريخ شيئًا. ٣-فرجع الأمر إلى أنَّ التاريخ هو المحك، إذ إنَّ كل فئة تدَّعي لنفسها تاريخًا رسميًا ضاربًا في القدم وخصومها محدثون [مبتدعة]، والمسألة تكمن في البرهنة على ادعاءاتها التاريخية، أو تفنيدها، ولذا فإنَّ العمل الحقيقي الذي يمكن أن يخدم الأجيال المقبلة يكمن في تحقيق المقالات تاريخيًا. ...
“عن ابن طاووس قال: جاء رجل إلى أبي مَرَّة من الخوارج فقال: أنت أخي يا أبا عبد الرحمن فقال أبي: أمن بين عباد الله؟! المسلمون كلهم أخوة” (التاريخ الكبير، ابن أبي خيثمة، السفر الثالث، ج١، ص٣٠٩)
“لم نرَ الصالحين في شيء أكذبَ منهم في الحديث” يحيى بن سعيد القطّان (١٩٨هـ)
“بينا [أبو جعفر] المنصور يخطب اذ قام رجل فقال: ﴿يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون﴾! فأخذ لما قضى المنصور صلاته ودخل القصر ودعا به، فقال: طالت صلاتك وكثر صومك، فضجرت من الحياة وقلت: أعترض هذا الرجل فأعظه فإن قتلني دخلتُ الجنة، وهيهاتَ أن تدخلها بي، خلوا سبيله” (جمل من أنساب الأشراف، البلاذري، دار الفكر، بيروت-لبنان، ج٤، ص٢٥٥.)
(ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيدٍ يبطشون بها) هذه الحجة القرآنية في بيان عبث مخاطبة الأصنام لتحقيق مطلب، فهي لا تفعل أيَّ شيء، لكنَّ أصنامًا بشرية تحب أن تخاطَب رغم تحقق هذا الوصف فيها، بل ترى أنفسها بعين قوية أهلًا لأن تخاطَب، بل تعيب من لم يشنِّف أسماعها بما ترغب فيه، في شؤون ليس لهم فيها رجلٌ ولا يدٌ، وقد روي في رسالة لعمر بن الخطاب: “لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له”. ...
“كراهية الداعية لـ(التحقيق التاريخي) لازمة جارفة لأتباع أي عقيدة، وبخاصة في المذهبيات، لأن (التحقق التاريخي) يهدم بعض مسلماتهم أو ينصر خصومهم” (مذكرات قارئ، محمد حامد الأحمري، دار الخلود، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى 2014، ص 154-155.)
عند البحث في جذور عبد الله الخليفي، نجد معطيات عدة، ووثائق وكتابات، وتاريخ شفوي متشعب، يعبر كل ذلك عن أيديولوجيا حديثة النشأة، تنكشف معالمها بتسليط الضوء على جانب من الصراعات التي نشأت في أفغانستان خلال وبعد الغزو السوفييتي، وهي تطرح افتراضًا حول الأصول الفكرية لعبد الله الخليفي. الأمر الذي أفسح المجال أمام هذه الدراسة لتقديم عمل استقصائي، يهدف إلى كشف السلف الحقيقي، والذي مثَّل الرحم الذي نتجت عنه شخصية عبد الله الخليفي. وقد تشعبت تلك المعطيات بشكل واسع، لكنها تدور على نحو أساسي حول عدة نقاط…. ...
السعودية-مكة-المكتبة الأسدية