“العادة والسنة الكونية الربانية أن كل من حارب العلماء سقط…حالًا ومآلًا…فلا تتكلم في أهل العلم بلا علم ولا برهان، ولا تقدح في أحد، وإني أدين الله عز وجل بأن أوصيكم بهذه الوصية في حياتي، وبعد مماتي…فطوبى للطالب إذا وفق لشيخ لا يتكلم لسانه في العلماء” (عثرات في طريق طلب العلم، وليد بن راشد السعيدان، مكتب الأوراسي للتفريغ، ص٤٨-٥٠.)
في عالم السياسة لا يوجد شي اسمه بشر متساوون، هناك: دول غير متساوية!
كل تغير في الموازين، يعقبه تغير في الخطوات السياسية.
موضوع حرب عالمية هذا بعيد تمامًا، لكن السؤال حول تعزيز البعد القومي، صعود الأحزاب اليمينية، هل ستكون الأحداث الأوكرانية وقودًا لها، غالبًا هذا وارد، الدعم الألمانيا رمزي لا يحقق أدنى تكافؤ لكنه رسالة دوبلماسية لإتاحة دور أكبر لألمانيا في أوروبا، صعود اليمين ليس مستبعدًا كان ترامب أول أمس، واليمين غالبًا معجب بما يحصل، كونه يعزز من دعايته، لا أكثر، الذهاب نحو الأحزاب اليمينية هذا ما يجري الحديث عنه لا قلب أحداث أوكرانيا ولا انفجار مفاجئ. ...
لطالما نُظر لألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية على أنها السد في مواجهة البلشفية، وألمانيا نفسها قدمت نفسها في هذا الإطار، وحتى بعد الحرب دعمت الولايات المتحدة: ألمانيا الغربية التي اعتبر الحد بينها وبين الشرقية حدًا للحرب الباردة، ومع تحرك روسيا نحو أوكرانيا ومن قبل “جورجيا”، قد، وأقول [قد] يعود النفخ في هذه المعزوفة: ألمانيا.
الحرب منظورها السياسي يبحث في الأرقام، في الاقتصاد، بالتغطية السياسية، وكفاءة السلاح الدبلوماسي فيها، بوضوح المطالب، برصد التوازنات الداخلية والخارجية، الصور الأدبية المليئة بالعواطف والبلاغة لا تغير من الوقائع على الأرض، إنها تابعة لعلم السياسة الخالي من العواطف، لا البلاغة التي مجالها الأشعار والروايات، ما بين رثائيات وافتخار.
“هذه الصواريخ الثلاثة: ١-صاروخ الإصابة بالدعوات المستجابة. ٢-صاروخ الدعاء بأسماء الله الحسنى. ٣-الصاروخ السريع، إلى كل ذي عملٍ شنيع”!! (صاروخ الإصابة، محمد بن عبد الله العلوي، الطبعة الأولى: ١٤٠٦هـ، ص٣.)
“أيصدّق القارئ أول عشق لمحيي الدين بن عربي كان لسيدة في التسعين من العمر! كانت زوجته أستاذة وكانت عالمة دارسة ذات فقه وأدب وهذا مما يُعقل، ولكن ابن عربي يقول إنها كانت وردية الخدين، جميلة العينين! ذات تأثير إذا تكلمت، وإذا نظرت!"😒 (أشواق العارفين؛ صفحات من تاريخ الصوفية، محمد رجب بيومي/عضو مجمع البحوث الإسلامية ورئيس تحرير مجلة الأزهر، هدية مجلة الأزهر: ١٤٢٤هـ، ج٢، ص٦.)
العديد من الناس كل حين يقول: لا تذكر هذه الأمور أمام العامة، تذكر فقط بين المتخصصين، علمًا أن من يراهم متخصصين قد لا يكونون يحسنون من ذلك الباب شيئًا! ويكون القائل غالبًا يعتبر من العامة أصلًا!
أحد المتشرعين علّق على انتشار كتبه في الآفاق بأن الحق لا يحجب والعلم لا يغلب! هذا الارتباط غريب بين الأمرين، هل الكتب الأكثر مبيعًا تعني أنها حق، وعلم يفرض نفسه، لأن الناس أقبلت عليها؟ هذا غير صحيح واليوم نشاهد أن كمية المشاهدات قد تكون أعلى في المحتوى غير الصالح للعرض أحيانًا في المنصات الرسمية، فالتلازم هذا قريب من الجبرية، فلان انتصر مثلًا وكان له دولة وصولة أنه محق أو أن الله أيده، لا يلزم هذا، فالتواضع المعرفي مهم، وانتشار كتب لا يعني أكثر من أنها انتشرت! ...
“ألمر، ألمص، طسم، يس، حم، حم، حم، حم، حم، حم، حم، حمسعق ن، إذا نقشت هذه الأسماء على خاتم فضة عيار ١٠٠٠ فمن لبس هذا الخاتم ودخل على الحاكم أو ذو منصب وجاه: أكرمه وهابه وقضى حوائجه” 😒 (القول المبين في خواص ودعوات وفوائد سورة يس، رمضان محمد عبد اللطيف الشهير بالجعفري الفلكي، دار الحسين الإسلامية، القاهرة، ص٦٥.)
هناك سؤال ملح في تاريخ علم الكلام: متى ظهر مصطلح (أهل السنة والجماعة) بهذه الصيغة لأول مرة!
بيع الدعاء 🤔
في موضوع المحتفين بنبوءة ٢٠٢٢ الخلاف مع أنصارها، خلاف مع قوم جعلوا من الكهانة علمًا، والخرافة منهجًا، لا يختلفون عن العراف الذي يلقي لك كلمة بأن عامك القادم سيحمل مفاجأة، دع عنك من نسبة هذا إلى أصل في القرآن وتسميتها بالنبوءة القرآنية، (آلله أذن لكم أم على الله تفترون)؟ وينبغي أن يتكرر هذا التأكيد مع كل خطبة تعبث بالآيات، وتستغبي تفكير الناس مرتكزة على عواطفهم، بدون أدنى مجاملة لما يسمى بالرأي العام، أو العاطفة الشعبية ونحو ذلك، وإنه لمن الوقاحة أن يوصف المنكر على هؤلاء الدجالين رجمهم بالغيب، وتقوّلهم على الله بغير علم بأنه هزيمة نفسية وباقي التصنيفات السمجة التي يكررونها دون فهم. ...
“إن نظامًا اجتماعيًا باليًا يمكن أن يستمر في البقاء، والضعف ينخره أكثر فأكثر عشرات السنين من دون أن يلاحظ الشعب ذلك! إن الوعي الاجتماعي يتخلّف عن الواقع الاجتماعي، ولا بد أن تُعاش التناقضات الموضوعية للنظام البالي ذاتيًا كيما تثير أفكارًا، ومطامح، وأهواء” (الثورة التي لم تتم، إسحق دويتشر، ترجمة: فؤاد أيوب، دار دمشق، ص١٩.)
“الرعب كله الآن في أن فيه قلب إنسان وليس قلب كلب… وهو أسوأ قلب بين القلوب الموجودة في الطبيعة” (قلب كلب، ميخائيل بولغاكوف، ترجمة: نوفل نيوف، دار الفرقد، دمشق-سورية، الطبعة الأولى: ٢٠٠٧م، ص١٣٢.)
“أنت ما زلت كائنًا في طور التكوّن، ضعيفًا من الناحية العقلية، وكل تصرّفاتك وحشية محضة، ثم إنك وبحضرة اثنين يحملان شهادة جامعية تسمح لنفسك أن تقدّم بوقاحة لا تطاق إطلاقًا نصائح ذات بعد كوني!” (قلب كلب، ميخائيل بولغاكوف، ترجمة: نوفل نيوف، دار الفرقد، دمشق-سورية، الطبعة الأولى: ٢٠٠٧م، ص١١٥.)
لا إشكال في مداراة أقوام في السلوك اليومي، لا نعامل جيدًا العباقرة فحسب! بل هذا ينبغي مع كل الناس، تعاملهم بالحسنى، لكن أن يرفع أقوام ويوصفون بالعلم والمعرفة، ونحو ذلك وما يقولونه مجرد هراء، لا يدعو هذا سوى إلى فضح أولئك الذين شهدوا لهم بهذا، بما يشمل المؤسسات التعليمية، التي تورطت بهذا، فهذا يعني أنها تقوم بتزوير أهم ما يتميز فيه البشر: العلم!
البحث العلمي لا علاقة له بالديمقراطية، لا مكان لأن يعتبر كل شخص أن له رأيًا بموضوع البحث: أو أن من حقه إن قال رأيه أن يسمع له.
الكتابات العلمية تبني على سابقاتها، لكن كثيرًا مما سمي بهذا الاسم قد يشكّل عقبة أساسًا أمام البحث الجاد، إن عدم التسلسل في بناء المتأخر على من سبقه مظهر لفضيحة البحوث التي يُزعم علميتها، وهي عقبة، لا درجة في طريق الحقائق.