كل عام وأنتم بخير، مبارك عليكم شهر رمضان.
كل عام وأنتم بخير، مبارك عليكم شهر رمضان.
كل عام وأنتم بخير، مبارك عليكم شهر رمضان.
المعارضة سلطة إن أردت أن تحجز أفضل المقاعد في المسرح السياسي، ستكون المعارضة في آخر الصف، حيث الأضواء غير مسلَّطة، ولا يلومك أحد، هناك حيث يجلس صف واسع يشمل مختلف الأطياف ففيه النقاد بحق، ولكن فيه كذلك الكسالى الذين يحبون أن يقولوا: لا لأي شيء، ويجلس الفوضويون بجانبهم يصفقون لكل ما قيل فيه: لا، الأمر شبيه بمعارضي نظام التعليم في جامعة، فقد يكونون بحق أذكى من النظام التعليمي القائم ويريدون للناس الأفضل، لكنَّهم كذلك قد يكونون الأشدَّ غباءً من النوع الذي يعترض على التعليم لا جودته! ...
“معظم الأحزاب في البلدان العربية تربط اسمها وأهدافها بالديموقراطية والليبرالية وبعضها بالإسلامية، والملاحظة أنَّ مؤسسي هذه الأحزاب ليس لهم من الأسماء نصيب” (الأحزاب السياسية في البلاد العربية، حسين علي الشَّرع، ٢٠٢١، ص١٥٩.)
أحد سياسيي الصُّدفة يستعمل أيَّ كلام مرَّ عليه ويدخله في معجمه السِّياسي، من ذلك (عقيدة الصدمة الأمريكية)! وهو عنوان كتاب للباحثة نعوم كلاين، وصدر فيه فيلم وثائقي في 2006، شاركت فيه الباحثة، ومن بعده ذاع ذكره بين اليوتيوبرز والقنوات الإعلامية، وتم تداوله حدَّ الابتذال بقليل أو كثير من التشويه لمضامينه، الكتاب يتحدث عن آليات الإدارة الأمريكية في تطويع الاقتصاد للرأسمالية، وبهذا تسيطر على مقدرات بلاد العالم الثالث، وشواهد الكتاب كثيرة في القرن الماضي مثلًا تعارض حكومة استثمار الشركات الأمريكية في بلدها وتتبنى نظامًا اشتراكيًا، فتدعم الولايات المتحدة انقلابًا داخليًا لتمرير منع القيود على السوق، وفق رؤية فريريك هايك بعدم تدخل الدولة في وضع قيود على التجارة، مثلما حدث في تشيلي، أين هذا مما هو فيه؟ وهو يصور نفسه كأنَّ مشكلته يسارية تتعلق باعتراض على النظام العالمي في الاقتصاد، رغم أنه فاقد لرؤية محلية اقتصادية من الأساس، هذا إن كان للاقصاد وجود في موازينيه التحليلية، فذلك بعدٌ عن الروحانية وميل إلى المادية والعياذ بالله، وتحليل وفق أدبيات البناء التحتي والصراع الطبقي، بمشهد يختصر تحوَّل عناوين الكتب لملء فراغ في الحديث دون أن يكون لمضامينها أثر وفائدة على المتحدث بها. ...
كان لنيتشه كلمة يقول فيها بأنَّ الجنون في الأفراد حالة نادرة، لكنه في المجتمعات هو الأصل! وذلك ما يُعرف اليوم بالترند، والشعبوية في محاكاة الرأي العام، حين يضحي هَمُّ الفرد إرضاء الجموع، إرضاء غرور الأكثرين. وفي القرآن: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا)، وتنبه الزمخشري لهذا فقال بأنَّه أمرهم بالتفكر اثنين، ومنفردين لأنَّ (الاجتماع مما يشوش الخواطر، ويعمي البصائر، ويمنع من الروية، ويخلط القول، ومع ذلك يقل الإنصاف، ويكثر الاعتساف، ويثور عجاج التعصب، ولا يسمع إلا نصرة المذهب). ...
فيلم السحلية الإيراني صدر عام 2004، نقدي ساخر، يحكي قصة لصٍّ مطلوب لسلطات الدولة، تنكر بمظهر رجل دين، وتظهر فيه الأيقونة المتكررة التي تمثلت بابتذال ما سمي بطلب العلم، فبدل الدراسة والقراءة إذا بشابين يخرجان له في كل وقت ينغصان عليه حياته، يرميان له بالأسئلة شرقًا وغربًا، وهما يتصيدانه لطرح استفتاءاتهما بحجة (طلب العلم)، ويعتقدان فيه أنَّه عالِم فيحمل أحدهما دفترًا يسجل فيه كل كلمة منه، رغم أنَّ ما يقوله لهما كلمات عادية وتهرب وتوبيخ. ...
كل تقييم عملي لمختلف التيارات يبقى جهدًا هزيلًا مقارنة بالتركة التنظيرية لها، فما دامت تلك التركة سالمة من كشف الجذور التاريخية، وإخضاعها للفحص العلمي، ستبقى تكرر نتائجها.
الاختزالية النفسية نقيض أي تحليل موضوعي رد الواقع إلى الحالة النفسية، فهي التي تلعب الدور الحاسم وفق هذا التصوُّر، فمتى كانت الهمم تعانق السماء، فسيكون الواقع أفضل، هذا التصور عمدت إلى نشره الشركات الرأسمالية الأمريكية في التسعينات، بإقناع موظفيها بأنَّ سقفهم الاقتصادي متعلِّق بتصورهم الإيجابي عن أنفسهم، كلما زاد عطاؤهم وتفاؤلهم، كلما أزاحوا [الأفكار السلبية] فهي غير موجودة، “العالم هو تصوراتك عنه” كما كتب أرسين آر كوفي، وبهذا مولت تلك الشركات مدربين لإقناع طواقم الموظفين بهذا، لكن العالم منفصل عن التصورات، هناك ظروف موضوعية، واجتماعية أشد تأثيرًا من النفسية الفردية، لن يصلح هذا التدريب اقتصاد منهوبًا، وفي الشق السيِّاسي يتعامل كثيرون معه بمنطق (التنمية البشرية)، لذا كانت اليسارية صبيانية دومًا، متى تعالت عن الدولة وظروفها، والعالَم وعلاقاته بملاحظة الشروط والموانع لأي موقف وفعل، لتظن بأنها متى نشرت حالة نفسية متذمرة من الواقع، وحالة نفسية تريد شيئًا، فإنها ستحقق تغييرًا لحظيًا، وفق أي شيء؟ وفق خرافة (قانون الجذب)؟ إنَّ هذا المنطق يتجاوز السياسة نفسها التي ترتبط بفن الممكن، ولكنَّ وفق هذا التصور الشعري فإنَّ المشاعر تصنع المستحيل، فلا حاجة لمراعاة الممكن الموضوعي. ...
“من الظلم والبغي ما يفعل في زماننا من قهر الفلاحين، وحبسهم بغير حق، وردِّ أحدهم إلى بلده إذا خرج منها، ولا يُترك يذهب كيف يشاء، يعامل معاملة العبيد، وهذا أمرٌ محرَّمٌ لا محالة، فإنَّ الحرَّ لا يُملَك ولا يُقهر على نفسه” (الكياسة في أحكام السياسة، ابن المبرد الحنبلي، دار الرياحين، ص٥٤.) هذا النصُّ توفي كاتبه في بداية القرن العاشر، ويظهر أثر وسلوك الإقطاع على طبقة الفلاحين في المناطق الإسلامية، فقد وجد بعض من لهم تصوُّر وردي عن المراحل السَّابقة على الاستعمار، بل قد يرفض أوصافًا مثل الإقطاع في التاريخ الإسلامي بحجة أنَّ ذلك خصوصية أوروبية. ...
“العالِم بويلات إطالة الحروب هو فقط القادر على فهم أهمية وجوب إنهاء الحروب بسرعة” [فن الحرب، سون تزو]
أيدلوجيا صَّماء حينما تطرح فكرةٌ أنه لا وقت لديها لسماع التنظير وتنظر إلى العمل فقط تكون (أيدلوجيا صمَّاء) بمعنى أنه لا يمكنها أن تخاطِب أحدًا ولا تخاطَب من أحد، بل مكانها العمل ومضمارها الجهدُ فقط، فهي تقول ضمنًا: لا أريد ما يسمى بالمتعاطفين إذ طالبتهم بالعمل! بل تنظر إليهم كجنود تلقوا أمرًا، فلا مكان في سربهم لمستلقٍ يرمق الباقين ويقول ناصرتهم بجَناني! فلا هو محسوبٌ عليها ولا على مخالفيها، بل هو صنف ثالث، لا وجود لشخصه متى انقطع الإنترنت! ...
هذا على طريقة أبي الحسن الأشعري (٣٢٤هـ) أنه كلمه مباشرة دون أن يسمع منه حرفًا ولا صوتًا، ليس فيه جمل ولا كلمات، ولا تعاقب معاني! ولا ابتدأ الكلام من جهة ولا انتهى إلى جهة، ولا جد شيء حينها في الله، لا قبل ذلك ولا حينه ولا بعده، ولا في أذن من سمعه. وعلى الضفة الأخرى فإن أتباع أبي منصور الماتريدي (٣٣٣هـ) يرون أن هذا مستحيل، لا يكون أبدًا، فما هو الذي سمعه ولم يطرق أذنه كلمات ولا حروف! فهذا ممتنع عندهم لا يكون شيء منه. ...
هل ابن تيمية فوق النقد؟ حتمًا لا، بل دومًا ينبغي المراجعة والبحث، وكل جديد يُكشف أو ثغرة تظهر فإن هذا في رصيد المعرفة، يجب أن يكون هذا واضحًا وأساسيًا، لم يطرح ابن تيمية نفسه على أن كلامه لا ينبغي مراجعته، بل كما يعلم الجميع أنه أمهل مخالفيه مدة طويلة حتى يظهروا له أدلة تنقض كلامه وطرحه، لذا فمسألة أنه لا يُنقد غير واردة، ولكن.. ما قيل فيه لا ينبغي أن يُستثنى منه غيره، ولا أن يظهر المتحدث فيه كأنه في قمة الانفتاح العلمي معه حصرًا، ثم يرتكس في حججه إلى أشد ما يكون الانغلاق، مثل محاكمته لما قيل في متأخر مذهب بحجة أنه معتمد! أو خالفه كثيرون، أو لم يلتزم بمذهب فلان في مسألة، أو تكّلم فيه فلان، كل هذه ليست حججًا ولا بيان ثغرات بل تطالب غيرك بالاجتهاد مع ابن تيمية ثم الارتكاس إلى التقليد صرفًا في نقده! ...
فن الجدل والمناظرة والكلام عند حاتم العوني كالتالي: -أنت أفضل من في العالم؟ -لا خلصت بالضربة القاضية💥
حاتم العوني حظرني رغم أني لم أعلق عنده يومًا، ولا كنتُ في قائمة أصدقائه، المهم يحتفي هذه المدة بكسر (الصنم) حرفيًا هذا عنوان حفل انتصاره العظيم! رد على ابن تيمية بمنشور يقول فيه ما مفاده أن ابن تيمية ليس أفضل شخص في العالم فأين هو من فضل التابعين والصحابة ذي الحجة العظيمة التي ينتشي بأن ذهنه تفتّق عنها، وكاد أن يخرج بطاقة الجوكر ويرمي بها بأن يقول ليس أفضل من الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يختم كل الردود! هذا اسمه رد وكسر صنم! ...
“إذا كان التهرّب من الواقع، وإلقاء العبء على الغير شرَّا خَطرًا في الأيام العادية، فهو في أيام المحن والشدائد أصل العلّة ومصدر الفساد، وليس أفضل من هذه الأيام فرصةً لمحاسبة النفس، ولاكتشاف مواضع الضعف والعمل لمداواتها” (معنى النكبة، قسطنطين زريق، دار العلم للملايين، بيروت، ١٩٤٨م، ص١٢.)
مع مرور عقود على الحرب الأفغانية/السوفيتية، فإن تلك المرحلة لا تزال تحتفظ بأهميتها، لا في عالم السياسة فحسب، بل إلى جانب الأفكار وطرق التفكير والتحليل والمطالب التي أفرزتها، بما أثّر في المنطقة العربية، لتعيد السؤال: ماذا قيل يومًا في أفغانستان؟
من أبرز الذين عارضوا إلغاء طبقة العبيد يوسف بن إسماعيل النبهاني (١٩٣٢م)، وهو جد مؤسس حزب التحرير من جهة أمه تقي الدين النبهاني (١٩٧٧م). أوضح رأيه في كتاب: (سعادة الأنام في اتباع دين الإسلام) فقال: “منع بعض الدول في هذا الزمان الإرقاق، وجبروا الناس على عتق أرقائهم ليحببوا بأنفسهم كفرة السودان الذين تُجلب الأرقاء منهم في هذا الزمان، ليسهل بذلك استيلاؤهم على بلادهم، وإلا فهم يعلمون أن الناس محتاجون إلى ذلك وهو نعمة على السادات والعبيد أيضًا. ...
تاريخ العبيد في الخليج العربي لأستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية في الكويت هشام العوضي، يتحدث عن مرحلة مهمة في التاريخ يصفها بأنها قد جرى إقصاؤها من الرواية الرسمية، وبات التعرض لها صعبًا، يسبب الحرَج، ويواجه بأسئلة من عينة: ما الغرض منه؟ ونحو هذا. يذكر أن في القرن التاسع عشر حوى الخليج مليون أمَة، وأن العديد من العبيد عملوا في استخراج اللؤلؤ، وجمع الحطب والتمر وغيرها من الأعمال، وأن طلب العبيد في الخليج كان متنوعًا من إفريقيا وغيرها من البلدان، كجورجيا، حتى الصينيات، بعضهم بيع تهريبًا في الحج إذ كان التاجر يهربهن وهن يلبسن النقاب، فلا يُعرفن إذ يُظن أنهن حرائر، فيبعن لاحقًا. ...
الجبرية تطل برأسها كل حين! كثيرًا ما تسمع في الحلقات والدروس التفريق بين الإرادة الشرعية والإرادة القدرية، وأنه لا تلازم بينهما، فقد يكون في ملك الله ما لا يحب، كبغضه لإبليس، رغم أنه خلقه، وقد يحب ما لا يكون موجودًا حاضرًا بين الناس، كأمره أن يؤمن الناس به جميعًا لا يتخلف منهم أحد. مع التحذير من الجبرية، كأنها مقالة بعيدة، هذا التأصيل تسمعه في الدروس، لكن ساعة الجد، تجد أن تلك الكلمات تتبعثر لاحقًا، باختلاف التسمية، مثل القول عادة الله في هتك منتقص العلماء معلومة، هذه الكلمة قالها ابن عساكر في الأشعري، ومع تجاوز الغموض في كلمة علماء فهي مقدّمة لا يسلمها خصوم الأشعري، لكن موضوع هتك الأستار صحيحة حتى حين، حين تبنت دولة الدفاع عن الأشعرية فكان متوقعًا أن ينكّلوا بمن خالفه ويهتكوا أستاره، فكيف بمن انتقصه! ...