"الصمت مركزيٌّ في الإنسان، في عالَم الصمت لا تكون الحركة مبا...
“الصمت مركزيٌّ في الإنسان، في عالَم الصمت لا تكون الحركة مباشرة من إنسان إلى آخر، بل من الصَّمت في إنسان إلى الصَّمت في آخر” (عالم الصمت، ماكس بيكارد، ص67.)
“الصمت مركزيٌّ في الإنسان، في عالَم الصمت لا تكون الحركة مباشرة من إنسان إلى آخر، بل من الصَّمت في إنسان إلى الصَّمت في آخر” (عالم الصمت، ماكس بيكارد، ص67.)
في الصداقة وفقدها الصداقة الحقيقية التزام وتعهد، دون حاجة للدم أو العقود والمال، هي تضحيات ساعة تضارب المصالح، ميزانها تحالف غير مكتوب يسمى الصَّداقة، ليست تضحيات بلا ضرورة، ولا ضرورة بلا تضحيات، وكثيرًا ما قيل إنَّ الشدائد تكشف المعادن، لكنَّ ذلك ليست معيارًا حقيقيًا، فإنَّ تساوي الجميع في المصائب قد يدفعهم للتعاون لحفظ مصالحهم كعيش مشترك. أما الذي يميز الصداقة بحق هي الفرصة! حينها يظهر من اختارها على حساب الآخرين، قد تجد متصادقين في محنة دون ضمان أن يتحدوا متى لاحت لأحدهم فرصة! فقد يبيع ساعتها كل شيء ويختار خلاصه الفردي، حينها توضع المعاني الثقيلة على المحك، بخلاف تلك التي تشبه فلسفة الفئران وهي تتقاتل على كسرة، أو تولي هاربة تاركة الجميع! ...
“إيه يعني لما يموت مليون، أو كل الكون؟ العمر أصلًا مش مضمون، والناس أعمار”!
“إنَّ أمة غير مسلحة ضد جيش حديث، هي من وجهة النظر العسكرية: كمية لاغية” (مراسلات ماركس إنجلز، ص452.)
غياب التصورات السياسية التي تقارن الواقع بنموذج سياسي، وتجعله معيارًا للحكم على التيارات والخطوات السياسية زيادة على تهميش نظرة المرء لنفسه من “مواطن” إلى “رعية” يحوِّل الحديث السياسي إلى حلبة تشجيع أو تنفير، “أحب/أكره” فقط، في تسليم ضمني بأنه ليس سياسيًا ولا يود ذلك، قصارى أمره أنه يعجب أو لا يعجب باللاعبين، ويتمنى أن يأتي دون مساهمته من يحل كل المشكلات التي يتذمر منها.
في ترجمة قيس بن عُباد/أبو عبد الله الضبعي القيسي البصري (نحو: ٩٠ هـ): كان “يحرِّض النَّاسَ حتى إذا أهلكهم الله جاء فجلس في بيته”.
تعليق على بعض التعليقات على هذا: اعتبار ثقافة الساموراي وتمجيد الانتحار كشرف، عامل مساهم في ارتفاع نسبة الانتحار في اليابان مبني على دراسة منفصلة قرأتها في الموضوع، لعدد من المتخصصين، فلم بعض الإخوة يحب المناكفة فقط وقد لا يكون قرأ فيه دراسة واحدة، بل ينقضُّ للتعامل مع المعلومة كخاطرة يجابه فيها تلك الدراسة؟ ويبدأ بالخطابة، لم تم إدخال هذا العامل؟ لأن الحياة المادية والكلام عن الاقتصاد والخواء الروحي لا يفسر لم تسبق المعدلات في اليابان دولا تنطبق عليه تلك الأوصاف لكن لا تزيد عليها في نسب الانتحار فقط، فلم الجدل لغاية الجدل… مودتي ...
الثقافة التي أنتجت مقاتل الساموراي، هي نفسها التي ساهمت بارتفاع مستوى الانتحار في اليابان، وهكذا لا ينبغي أن تنظر في جانب أحادي فقط، في تقييم التركة التاريخية الثقافية.
عقل المعجزات! كم مرة تصل المبالغة بأهلها حدود منح صفة (المعجزة) لما يرغبون فيه، كأنهم يحسبون أنَّهم كلما بالغوا كان في ذلك تأثير خفي في الأفعال والنتائج الموضوعية، (معجزة سياسية) أو (معجزة عسكرية) حتى يفترض أنَّ من يمنحونه هذه الصفة لو ادعى النبوة لقامت الحجة عليهم بذلك! وهو ما يكشف عن ذلك العقل غير المنظَّم الذي لا يزال يجهل العلاقات بين الأسباب والنتائج، وكل ما يبهره ويؤثر في مشاعره يمنحه صفة معجزة! مع أنَّه ليس متخصصًا عسكريًا أو سياسيًا فمتوقع أن ينبهر بأي مشهد حربي حتى لو كان من فيلم أكشن! ...
القدر، العالَم… لا كلمة تسقط أي مسؤولية عن أفعال المرء نفسه أفضل من التعلل بالقدر (علاقة الإنسان بفعل الله وخلقه وعلمه)، أو علاقته بالظروف (الاجتماعية، الاقتصادية) الصيغة الأولى تأخذ طابعًا دينيًا، والثانية: علمانيًا، وفي الجهتين يريد أن يقول هو ريشة في مهب الريح، هي كلمة تسقط كل نقد ذاتي، كل انتهازية، كل بطالة، وأنانية، لا تجعله محل أمل أو عتاب، وتجعل اللوم على العالَم، وهذا يعني يمكن لوم أي شيء إلا هو، ومعنى هذا أنه لا يرى قيمة في الدنيا أعلى من شخصه، كونه يتترس بكل هذا، كونه لا يبالي بكل ما جعله موضع لوم دونه، هؤلاء قوم لا يريدون تحمل مسؤولياتهم عن أفعالهم وخياراتهم وأفكارهم، فحسب! ...
أكثر كلمة مبتدلة في وسائل التواصل عند الحديث في الشأن السياسي بعد “لعله خير”: “من منظور استراتيجي!”
الموضوع فكرة! أهم تنظير منتشر هذه الأيام مرتبط بهذا، أنَّ المسألة كلها (فكرة)، (وعي) ليس شيئًا ماديًا محسوسًا، إنْ قيل له ما الإنجاز السياسي؟ تفنن بالعبارات التي من خلاصتها نشرنا الوعي بقضيتنا، أعدنا تفعيل وإحياء الحديث فيها، لقد عاد الجوهر وهو بنظرهم (فكرة)، حتى تعريف الهزيمة قالوا هو (الاقتناع بالخسارة) ليست أي نتيجة على أرض الواقع بل (الاقتناع) إنه (الوعي)! هو ما يجعله لا يراجع أي قناعة، لأنَّ الفكرة بنظره هي التي تغير النتائج، فالوقائع نفسها لا أهمية لها بل المحك يكمن بالقناعة أي: للفكرة، هذه المثالية الذاتية التي لا تحكم وعيًا جمعيًا فحسب بل تشكل نخبًا، حتى إنَّ حركات سياسية تقول نحن مجرد (فكرة) فمهما حدث بهم وبغيرهم لن يؤثر في التقييم لأن الموضوع بتقديرهم مختزل بأنه (فكرة). ...
ما يكون شعبويًا يدور في فَلكين التمجيد التام أو الهجاء العام، مثل القول (لا حيٌّ ينازلنا)، أو (كلنا لصوص)، في الحالين لا توجد رؤية، والمهم هو النقد الواعي، فالأحداث السياسية لا ينبغي أن تمر دون قراءة ووعي، أما قصائد الفخر والهجاء فتلك دراما يمكن إحداثها في كل وقت.
معارضة لا تكون في السُّلطة جزءٌ أساسي مما يمنع على كثير من العرب التحليل السوي ويجعلهم منفصلين عن الواقع أنَّهم يدورون في فلَك مسلَّماتهم، وذلك أنَّهم يعتبرون بعض التوجهات تمثِّل المعارضة في بلدانهم، لا يتصورون أنها في غير مناطقهم تمثل الحُكم، ما يعتبره معارضة عنده، هو موالاة عند غيره، ما يعتبره صوت الرفض في مناطقهم، هو صوت القرار في غيرها، وذلك يكشف أنَّ هؤلاء ما تصوروا مفهوم (المعارضة) إلا على أنه شكل من التذمر، وتسجيل النقاط على الحكومة، لا أنَّ المعارضة هي حكم في شكل آخر، أنَّ المعارضة عندهم قد تكون حكمًا، وقرار يخضع للمساءلة، والتوجيه والنقد والتقييم بل وحتى الرفض في مناطق أخرى، ولذا فإنَّه لا يجد غضاضة من إظهار أسوأ صورة ممكنة لرجل الموالاة، والتسويغ بكل طريقة لمن يواليهم، ويرى بأنَّه لا يجري عليه ما يطالب به السلطة السياسية في بلده من حق النقد والمعارضة! ...
تغذية راجعة! تفننت وسائل إعلام وفاقت في تلاعبها واستعمالها الأغاليط أزمانًا تلاعب فيها رجال دين بالجماهير، فمن ذلك أنهم تجرأوا على الإقدام على القول بأنَّ مجمل القذائف الساقطة على رؤوس الناس باعث على الأمل! لأنَّ هناك ٢٪ منها يبقى دون أن يدمر ما حوله. وعادة ما تعتبر المخلفات الحربية في العَالم كارثة بعد الحروب، فكيف إن كان عددها كبيرًا وسط كثافة سكانية عالية، لكن من يهتم لهذا بعد أن تبنى أقوام بأنَّ الخصم يزودهم بما يحتاجون إليه، وأنَّ الشعب الأعزل عليه ألا ينتبه إلى ٩٨٪ مما يصيبه، فالعدو يخون نفسه ويعتبر جسرًا لوجستيًا عسكريًا إليهم، وسيعتمد من يتلقى ٩٨٪ من تلك القذائف على ما يلقى عليه مما حدث فيه خلل، ثم يخوض به الحروب! ...
ما رأيك السِّياسي؟ -أحب، أكره، أرضى، أسخط، أفرح، أشمت، أحزن…. السؤال السياسي عن واقع موضوعي يدور حولك، لكنَّه لا يزال يُفهم بمعنى ما يدور فيك.
في ٢٠١٧ تعرضت لأهم الأفكار التي شكلت المخيلة السياسية لمختلف الجماعات الإسلامية الفاعلة في أفغانستان ما بين (١٩٧٩-١٩٨٩) في كتاب (ماذا قيل يومًا في أفغانستان؟)، ومن أهمها: ١-عدم الاحتكام إلى النتائج (ص١٤). ٢-التشبع بنظرية المؤامرة (ص٢٩). ٣-التهيب من النقد (ص٣٦.) ٤-غياب الرَّقابة السِّياسية والاقتصادية (ص٤٢.) ٥-معضلة التصور والتعامل السني/الشيعي (ص٤٩.) ٦-الدَّعم المالي واستغلاله لمصادرة القرار (ص٥٣.) ٧-العسكرة والاستخفاف بالشِّق السياسي (ص٩١.) ٨-اعتبار القيادة تفرزها المعارك لا السِّياسة (ص٩٢.) ٩-استحضار قصة أصحاب الأخدود لمنع أي تحاكم للنتائج (ص١٢١). ...
من ليس لديه معيار للفشل لا معيار لديه للنجاح، فمن يعرِّف (النَّصر) بأنَّه الثبات على المبدأ مثلًا ما اشتمَّ رائحة السِّياسة بأنفه، فيمكن على طريقته اعتبار ألمانيا انتصرت كون النظام السِّياسي حينها انتحر ولم يسلِّم، ولا وافق على التسليم بالواقع الجديد، وهكذا في كلِّ معركة لم يسلِّم فيها طرف، هؤلاء حسموا أمرهم مبكرًا سلفًا قبلَ أيِّ شاهد أو نتيجة، بأنَّ كلَّ من يؤيدونه منصور، وبالتالي فما يقولونه خارج البحث السِّياسي. ...
الحروب ما هي إلا حصاد لما زُرع أوقات السِّلم، ويتناسب الاستعداد لها عكسيًا مع صراخ السِّياسي على المنابر!
لا يمكن الفصل في هزيمة ١٩٦٧ بين أداء عبد الناصر في الحرب، وما سبق ذلك من إرسال قواته إلى اليمن، لا يمكن الفصل بينهما وتوزيع الموقف باعتبارات أخلاقية دون الربط بين الأمرين من حيث الواقع.