قيل: إنَّ هشام بن عبد الملك كان بناحية من الشَّام، فوقع الطا...
قيل: إنَّ هشام بن عبد الملك كان بناحية من الشَّام، فوقع الطاعون هناك فقيل: يا أمير المؤمنين إنه لم يمت ههنا خليفة قط، قال: أفبي تجربون؟!
قيل: إنَّ هشام بن عبد الملك كان بناحية من الشَّام، فوقع الطاعون هناك فقيل: يا أمير المؤمنين إنه لم يمت ههنا خليفة قط، قال: أفبي تجربون؟!
عرض (الأزمات الوجودية) في وسائل التواصل الاجتماعي، جوع بحث عن اهتمام، وتطييب خواطر، في (الذكاء الاصطناعي) غنية، بدل عرض مشكلات شخصية، ووساوس خواطر، وتفكير لا يتجاوز سقف السائد المبتذل، فضفض للذكاء الاصطناعي لا أحد يهتم بما تقوله!
الفصحى تعطي معنى فخمًا، ولذا حين يستعملها السِّياسيون، يستحسن تحويلها في ذهنك إلى الدارجة، إلى ما تسمعه بالشارع، مثلًا إن قيل لك: سنجعلكم في أولويات المجتمع الدولي/يقصد: (حنخلي اللي ما يشتهي يتفرج عليكم)!
الثورات العالمية مثل الفرنسية والروسية، وحتى الحرب الأهلية الأمريكية شملت تغييرات مفصلية في البناء الاجتماعي، وكان لها امتداد سياسي، بخلاف الأحزاب العربية إذ لا تمتلك رؤية اجتماعية بخلاف الوضع القائم، حتى أشد الأحزاب ثورية هي منحصرة في الحالة السياسية ولا تملك سوى الحفاظ على الواقع الاجتماعي، على أنَّ الواقع الاجتماعي ذا تأثير حاسم في شكل السلطة السياسية، بل يمكن أن يقال إنَّ الأحزاب السياسية ما كانت إلا بديلًا لتكتلات العائلات والعشائر وروابط الدم في أوروبة، ويمكنك أن تحالف عشائر وتقضي على أخرى بها، لكن العشائر الحليفة ستبقي على حكم الفرد المطلق حين تنتصر، هو تحرك وفق منطق العشائر، هي الحالة المتوقعة من هذا النظام الاجتماعي في شكله السياسي، فتحالفات القبيلة لا يمكن أن تنهار بعدها بالشعارات، بل سترى الزعيم المنتصر كزعيم للقبيلة أو رأسًا لمجموع القبائل. ...
مما يُنسب إلى غوبلز: “سندخل التاريخ كأعظم رجال دولة، أو كأعتى المجرمين”، تبعًا للنتائج، فمن انتصر يضحي الأول، ومن هُزم عليه أن يتقبل الثانية، فلا يوجد في الشعوب فاتورة بلا حدود، ولا تقييم دون اعتبار نتائج.
الجبرية عقيدة منتشرة! لو سألنا في المنطقة العربية كم حزبًا سياسيًا موجود بصورة فاعلة منذ 90 سنة؟ تسمع بسهولة: هم لا يسمحون لنا، رغم أنه قد كان هناك أحزاب كثيرة محظورة في العالَم، ومع ذلك كانت موجودة وفعَّالة في روسيا القيصرية مثلًا، استطاعت أن تغير تاريخ روسيا إلى مرحلة الاتحاد السوفيتي، وهو أمر لا يستهان به، وحين سقط الاتحاد لم تتحول الجمهوريات (وهو أمر لا يقل أهمية) إلى قبائل متصارعة، ومليشيات بأسلحة كلاشنكوف تتنقل على سيارات دفع رباعي! ...
قليل من الشخصنة! كنت قد كتبت عن الكتابات في (شرعية السلطة السياسية) في المنطقة العربية بأنها لا تسد الفراغ، فانبرى لي أحد الإخوة بتعليق ذهبي: على القائل ألا يستثني نفسه! صحيح أخي لكنِّي أعيذك من اعتبار الأمر مثل الوجبات السريعة! بمعنى: نريد نظرية في المعرفة هيا تفضلوا! نريد قراءة علمية في القرون الثلاثة المؤسسة في تاريخ الإسلام بدل الدعاية المذهبية والطائفية؟ تفضلوا، هذا يصلح في الوجبات السريعة، ليس في العمل الجاد، حين قلت نحتاج شيئا في نظرية المعرفة أمضيت 5 سنوات في كتابة ما أراه فيها، وحين أقول نحتاج إلى كتابة في شرعية السلطة، فهذا يحتاج إلى جهد ووقت، ولا يمكن الكتابة فيه دون البحث التدقيقي في تاريخنا حين وضعت المقالات الأولى للفرق والطوائف على اختلافها، ولذا فهذا نفسه يتطلب عملًا سابقًا، ولي 6 سنوات فيه إنجاز (أصل الكلام، مقلات الفرق الإسلامية الأولى)، ولذلك يا عزيزي هذه 11 سنة في موضوعين فقط دع عنك ما تخللها، لكن بعض النَّاس لا يتصور المشكلة وما يتطلبه حلُّها. ...
وصلني هذا الكتاب القيم هدية من الأخ الكريم د. هادي صبري صبري، وهو رسالة دكتوراه، وكنت أتوقع أن أجد كتاب (بؤس التلفيق) في مراجعه لارتباطه بالموضوع، ولكني تفاجأت بأنه يشكرني في المقدمة على اختيار الموضوع! فقد كنتُ قد نسيت ذلك، فله الشُّكر على شكره وقد طالعت الكتاب وهو يستحق القراءة والاطلاع.
لا زلنا عالقين في براثن التاريخ ولن نستطيع أن نتجاوز أزماتنا سوى بالتحديق مليًا فيما تجاهلناه منه، مع الأحداث السياسية قرأت منشورًا لأحد المعلقين، قال فيه حينها بأنه لن يهزم تيار يقوده من هم من سلالة آل البيت، كان الكاتب يعتبر نفسه من نسل يراه مميزًا ينتهي إلى (آل البيت) بنظره، لا يقدم وعده ذلك أي تحليل للأحداث، ولا يسهم حتى ذرة واحدة في ميزانها، لكنه يسهم بتعزيز مكانة القائل، فهي دعاية لنفسه ليحوز مكانة لم يجهد بتحصيل أسبابها، فيطالب بمجد لشيء لا اختيار له فيه ولا لغيره. ...
الشعوب العربية، لم تقدم لها نخبها ما يسد فراغًا في مبحث شرعية السلطة السياسة من الأصل، فلا غرابة أن يتسنمها أي أحد.
المعترضون على النقد بحجة الأدب، يتجاهلون أنَّ النقد هو البديل المؤدب عن كل الشتائم التي يستحقونها!
في نقاشه للحرب مع ألمانيا 1918، بعد أن بين أفضلية وضع القوات الألمانية، قال لينين: (إذا واصلنا الحرب في هذه الأحوال فإنا نقوي الإمبريالية الألمانية بصورة فائقة العادة، ونضطر إلى عقد الصلح، ولكنَّ الصلح سيكون آنذاك أسوأ)، لقد انتبه إلى كون الوقت نفسه (حالة حربية) وامتداده يجر فرصًا أقل على الطرف الأضعف، ولن تستطيع مع الزمن الرجوع إلى وضع سابق.
“عدم وجود النظرية ينزع من الاتجاه الثوري الحقَّ في الوجود ويحكم عليه عاجلًا أو آجلًا بالإفلاس السِّياسي” (روح المغامرة الثورية، لينين)
“لا يمكنك التفكير بنزاهة إذا كنتَ لا تريدُ أنْ تُؤذي نفسَك” (رسائل فتغنشتاين؛ مختارات تحكي وعيه، ترجمة: عقيل يوسف عيدان، دار الرافدين، ص١٤٤.)
الشعوب المتعلمة لا تُعرف بمعدلات القراءة فقط، بل بنوعية النخب الذين تتجه إليهم في مدلهماتها، حين يقدرون على الرجوع للعلم لا العرافة، حتى فيما يجهلونه، فإن كان في التجارب دروس، فهي في بيان سقوط نخب الصدفة، وأصحاب مؤهلات الشهرة، أولئك (الأطباء) الذين يسألون عن رغبة المريض لا حالته، أولئك الذين يصلحون مندوبي مبيعات فقط لا يؤتمنون على صنع وعي.
هزَّات التجارب لا تغير العقول بالقدر الذي يُدَّعى لها، إنما هي ظرف مهيء فحسب، ظرف لا ينفع فيه ((تجديد الخطاب)) بل فحص الأفكار نفسها، لا تعديل طرق التعبير عنها.
حين صدر كتاب (ماذا قيل يومًا في أفغانستان؟) في ٢٠١٧، انبرى للرد عليه عدة شخصيات، وكان منها رد لأبي ضحى البحريني، هكذا كان يكني نفسه حينها، فرددت عليه برد مفرد، ومؤخرًا يبدو أنه لا يزال معجبًا بما كتبه فأعلنت دار نشر عن رغبتها بطبع تعقيب بعد ردي عليه بسنوات، وهذا هو التعقيب المقصود حينها.
قيل بأنه لما ولي يوسف بن عمر الثقفي العراق، وهو ابن ابن عم الحَجَّاج الثقفي، يجتمعان في الحكم بن أبي عقيل، خشي كثيرون أن يعيد فيهم سيرة الحَجَّاج، فقال لهم: “الحَجَّاج كان الدخان وأنا اللهب”.
2015
“ثمة حكمة شائعة تقول: لو أنَّ البديهيات الهندسية كانت تصدم مصالح الناس لسعوا بكل تأكيد إلى دحضها” (المختارات، لينين، ج٣، ص٤١٤.)